قال الناصب خفضه الله أقول: قد ذكرنا فيما سبق: أن ما ورد من الظواهر الدالة على تعليل أفعاله أفعاله تعالى فهو محمول على الغاية والمنفعة دون الغرض والعلة، فقوله تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، فالمراد منه أن غاية خلق الجن والإنس والحكمة والمصلحة فيه، كانت هي العبادة، لا أن العبادة كانت باعثا لنا على الفعل كما في أرباب الإرادة الناقصة الحادثة، وكذا غيره من نصوص الآيات، فإنها محمولة على الغاية والحكمة لا على الغرض " إنتهى ".
أقول:
قد بينا فيما سبق: أن ما توهموه من استلزام إثبات الغرض للنقص، مردود لا يصلح باعثا لتأويل النصوص، فالصواب إبقاؤها على ظواهرها.
قال المصنف رفع الله درجته ومنها أنه يلزم تجويز تعذيب أعظم المطيعين لله تعالى كالنبي صلى الله عليه وآله، بأعظم أنواع العذاب، وإثابة أعظم العاصين له كإبليس وفرعون بأعظم مراتب الثواب، لأنه إذا كان يفعل لا لغرض وغاية، ولا لكون الفعل (2) حسنا ولا يترك الفعل لكونه
____________________
(1) أي العمر وإن قصر فهو طويل عند الفكر، لأنه لا يقتضي زمانا طويلا لتحقيق الحق لوضوح الأدلة. منه " قده " (2) فيه إشارة إلى أن ما قالوه في هذه المقام من أن أفعاله تعالى مشتملة على الحكمة والمصلحة في ذاته لكن ليس ملحوظا له ذلك على وجه العلية والغرضية ينافي ما قالوا في بحث الحسن والقبح من أنه لا حسن للفعل في نفسه قبل ورود الشرع تأمل. منه " قده "