ابن إدريس وادعى عليه الاجماع وعليه تدل صحيحة عبد الله بن سنان المتقدمة (1) وذهب الشيخ في النهاية إلى أن الإمام يومئ ومن خلفه يركعون ويسجدون وعليه تدل موثقة إسحاق بن عمار (2) قال: " قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) قوم قطع عليهم الطريق وأخذت ثيابهم فبقوا عراة وحضرت الصلاة كيف يصنعون؟ قال يتقدمهم إمامهم فيجلس ويجلسون خلفه فيومئ إيماء بالركوع والسجود وهم يركعون ويسجدون خلفه على وجوههم ".
ويظهر من المحقق في المعتبر الميل إلى هذه الرواية قال بعد نقل الخلاف في المسألة والاستدلال للشيخ بالرواية المذكورة ما صورته: فهذه حسنة ولا يلتفت إلى من يدعي الاجماع على خلافها.
واعترضه جمع: منهم صاحب المدارك بل الظاهر أنه أولهم واقتفاه صاحب الذخيرة بأن في سندها عبد الله بن جبلة وكان واقفيا وإسحاق بن عمار وكان فطحيا فلا يحسن وصفها بالحسن أقول: فيه أن الظاهر أن المحقق لمى رد بما وصفها به من الحسن ما توهموه من هذا المعنى المصطلح فإن هذا الاصطلاح في تقسيم الأخبار إلى الأقسام الأربعة إنما حدث بعد عصر المحقق من العلامة أجزل الله تعالى اكرامه كما ذكره جملة من الأصحاب أو شيخه أحمد بن طاووس كما ذكره بعضهم فهو لم يرد بوصفها بذلك من حيث السند وإنما أراد من حيث المتن كما قد يصف بذل بعض الأخبار الصحيحة السند أو الضعيفة كما لا يخفى على من تتبع كتابه، وقد نبه على ذلك السيد المذكور في كتابه المشار إليه في مسألة الصلاة في النجاسة نسيانا حيث إن المحقق وصف صحيحة العلاء الدالة على عدم الإعادة (3) بأنها حسنة فقال السيد (قدس سره) ومراده بالحسن هنا خلاف المعنى المصطلح عليه بين المحدثين بل حسن المضمون فإن عادته (قدس سره) لم تجر بالتعرض