القمي، والحسين بن الحسن بن محمد بن موسى بن بابويه، وزيد بن محمد بن جعفر المعروف بابن إلياس الكوفي، وغيرهم.
أما عن رحلاته فقد قدم العراق حينا، واجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روح، وسأله مسائل، وقدم مرة أخرى العراق سنة 328، وأجاز في تلك السنة العباس بن عمر.
وأما عن مصنفاته فقد قال ابن النديم في " الفهرست "، ص 277: قرأت بخط ابنه محمد بن علي على ظهر جزء، قد أجزت لفلان بن فلان كتب أبي علي بن الحسين، وهي مائتا كتاب، وكتبي وهي ثمانية كتب، انتهى، فهذا يدل على أن للشيخ علي بن بابويه مائتي كتاب، ولكن لم يبين أكثرها في الفهارس، ولم ينقل أسماء سوى عشرين منها، ولم يصل إلينا منها شئ سوى ما نقله عنها ولده في " الفقيه " و " المقنع "، وغيره كالعلامة والمحقق، وأهم كتبه على ما يبدو كتاب " الشرائع " الذي تكلمنا عنه سابقا.
توفي - رحمه الله - في سنة 329 وهي السنة التي تناثرت فيها النجوم بعد رجوعه من العراق إلى بلدته قم، ودفن بها، وقبره معروف فيها، وعليه قبة عالية سامية، يزوره الصالحون، ويتبركون بصاحبه.
الشيخ الصدوق حصن الشريعة، وجامع شتاتها، وحامل آياتها، وحافظ سنتها، أول الأعلام بعد غياب الإمام، والسند المعتمد والبحر القمقام، جامع الحقائق، وغانم الدقائق، الفاتق الراتق، الذي لا يخفى مقامه العلمي، محمد بن علي بن الحسين بن موسى القمي، المعروف بالشيخ الصدوق.
وما ظنك بمن ولد بدعوة الإمام المنجي، صاحب الزمان المهدي - عجل الله فرجه - في بيت العلم والفضيلة، وقد قال في حق أبيه: " سيولد له ولد مبارك ينفعه الله عز وجل به وبعده أولاد ".