الميرزا القمي اسمه ولقبه هو المحقق الصمداني، والفقيه المسلم، والأصولي البارع، مقنن القوانين، وعماد الأساطين، المجتهد المدقق النبيه، مولانا الميرزا أبو القاسم ابن المولى محمد حسن بن نظر علي الجيلاني الشفتي الجابلاقي القمي، المعروف بصاحب القوانين، ويعرف بالمحقق القمي، والفاضل القمي.
وإنما عرف بالمحقق لكثرة تحقيقاته، وكمال قدرته على التصرف بأدوات الاستنباط في الأصول والفروع، وبراعته في جمعها وتوجيهها بالاتجاه المطلوب، فيجعل منها مصبا واحدا يروي عطش الظمآن في عالم الاستنباط، ويلقي ستائر القدم والزيف على سائر الاحتمالات.
فهو الجوالة في عالم المعاني القدسية بنفس زكية، والرائد في سماء الأدلة القطعية، وصاحب السطوة على أوهام المتوهمين، واحتمالات المحتملين، وساد أبواب الجهل والضلال.
فكم من باب سدها بعد تأرجحها إلى آخر الدهر السحيق، وكم من ترددات أحكمها وصيرها جزما ويقينا، وكم من زيف أبان زيفه وبطلانه بكتاب مبين.
أقوال العلماء فيه لقد أطنب العلماء في مدحه والثناء عليه، ولكن أنقل لك جانبا مما قيل فيه، فقد قال السيد حسن الصدر في تكملة أمل الأمل وما أحسن ما قال وأصوبه، قال: هو أحد أركان الدين، والعلماء الربانيين، والأفاضل المحققين، وكبار المؤسسين، وخلف السلف الصالحين; كان من بحور العلم، وأعلام الفقهاء المتبحرين، طويل الباع، كثير الاطلاع، حسن الطريقة، معتدل السليقة، له غور في الفقه والأصول مع تحقيقات