على سائر البلاد، وبأهلها على جميع أهل المشرق والمغرب من الجن والإنس، ولم يدع الله قم وأهله مستضعفا، بل وفقهم وأيدهم، وإن البلايا مدفوعة عن قم وأهلها، وسيأتي زمان تكون قم وأهلها حجة على الخلائق، وذلك في زمان غيبة قائمنا (ع) إلى ظهوره، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها، وأن الملائكة لتدفع البلايا عن قم وأهله ".
وفي أخرى: " ستخلو كوفة من المؤمنين، ويأرز عنها العلم كما تأرز الحية في جحرها، ثم يظهر العلم ببلدة يقال لها قم، وتصير معدنا للعلم والفضل حتى لا يبقى في الأرض مستضعف في الدين، حتى المخدرات في الحجال، وذلك عند ظهور قائمنا، فيجعل الله قم وأهله قائمين مقام الحجة، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها، ولم يبق في الأرض حجة، فيفيض العلم منها إلى سائر البلاد في المشرق والمغرب، فتتم حجة الله على الخلق حتى لا يبقى أحد على الأرض لم يبلغ إليه الدين والعلم، ثم يظهر القائم ويسير سببا لنقمة الله وسخطه على العباد، لأن الله لا ينتقم من العباد إلا بعد إنكارهم حجة " وغيرها من الروايات.
والمستفاد من هذه الروايات أن قم هي مهد العلم بعد زمان الأئمة المعصومين، ومع ذلك هي آخر مركز للعلم يحتج به الله تعالى على الخلائق، وينتشر منه العلم إلى جميع أنحاء الأرض، وأن مركز العلم ينتقل في آخر الزمان من الكوفة إلى قم.
وكل ذلك قد تحقق وشاهدناه بأم أعيننا، فإن أول الحوزات بعد الغيبة هي حوزة قم، وشاهدنا انتقال الحوزة في هذه الأزمنة من الكوفة إلى قم.
وهكذا كانت قم وعلى مرور الزمن مهد العلم، ويبرز بين الفترة والأخرى منها علماء عظام وتأسست فيها مدارس.
ومن هؤلاء المحدثين والفقهاء: أبو جرير، وزكريا بن إدريس، وزكريا بن آدم، وعيسى بن عبد الله، وإبراهيم بن هاشم، وابنه علي بن إبراهيم المحدث والمفسر الكبير، ومحمد بن الحسن الصفار، وعلي بن إبراهيم القمي، والشيخ الصدوق،