وكان ابن سورة يقول: كلما روى أبو جعفر وأبو عبد الله ابنا علي بن الحسين شيئا يتعجب الناس من حفظهما ويقولون لهما: هذا الشأن خصوصية لكما بدعوة الإمام لكما، وهذا أمر مستفيض في أهل قم.
وأما وفاته، فقد توفي سنة 381 ه بالري، وقبره بالقرب من قبر عبد العظيم الحسني، وعليه قبة عالية يزوره الناس ويتبركون به، وقد جدد بناءه السلطان فتح علي شاه في القرن الرابع عشر بعد ما ظهرت له كرامة في تلك الأيام ذكرها أصحاب المعاجم، فذكروا أنه ظهر في مرقده الشريف ثلمة وانشقاق من طغيان المطر، فلما فتشوها وتتبعوها بقصد إصلاح ذلك الموضع بلغوا إلى سردابة فيها مدفنه الشريف، فلما دخلوها وجدوا جثته الشريفة هناك مسجاة عارية غير بادية العورة، جسيمة وسيمة على أظفارها أثر الخضاب، وفي أطرافها أشباه الفتائل من أخياط كفنه البالية على وجه التراب، فشاع هذا الخبر في مدينة طهران إلى أن وصل إلى سمع السلطان فتح علي شاه، فحضر هناك بنفسه، وأرسل جماعة من أعيان البلدة وعلمائهم إلى داخل تلك السردابة بعد ما لم يروا أمناء دولته المصلحة في دخوله بنفسه إلى أن انتهى الأمر عنده من كثرة من دخل وأخبر إلى مرحلة عين اليقين، فأمر بسد تلك الثلمة وتجديد عمارة تلك البقعة.
القطب الراوندي الشيخ الفاضل المتبحر، والفقيه المحدث، والشاعر الأديب، جامع الفضائل والمناقب قطب الدين أبو الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي، المدفون في صحن فاطمة المعصومة، هو الآخر من العلماء المختصين بالتمجيد والتقدير، وله مصنفات جليلة، كالخرائج والجرائح، وقصص الأنبياء، وفقه القرآن، وغيرها، وينقل له كرامات آخرها أنه عند بناء صحن المعصومة الشريف انهدم قبره وظهر بدنه الشريف طريا بعد سبعمائة عام وليس فيه أقل تغير وكأنه نائم فيه.