غنائم الأيام المعروف أن فقه الميرزا القمي يرجح على أصوله، وكان كتابه القوانين من الشهرة كالشمس في رائعة النهار، وهذا مما حثنا على التطلع على فقه الميرزا القمي، وكشف السر في متانته وأرجحيته، فكانت فكرة تحقيق كتاب الغنائم وليدة هذا التفكر، بالإضافة إلى كونه إحياءا للتراث.
وكما يظهر من مقدمة هذا الكتاب أن كتابة الغنائم كانت بعد كتابة مناهج الأحكام المفصل، وفي أوج أيام حياة الميرزا العلمية، فكان عصارة فقهه، ومظهر نهاية اقتداره.
ثم إن الميرزا ومن خلال كتابه هذا يبدو من منطق الاقتدار على التصرف في أدوات الاستنباط المتعارفة وغير المتعارفة، ولذا تراه يقول في بعض الأحيان بعد إتمام الاستدلال: كان هذا الكلام على ما جرى عليه القوم في الاستنباط، ويسنحني الآن الكلام على طريق آخر، فتراه يترك الطريق المعهود في الاستنباط، ويدخل في تحقيق جامع شامل يبلغ جميع جوانب البحث، ويستقصي كل ما لا يدرك، خصوصا في الموارد التي كثر فيها القيل والقال، وصارت موردا للنزاع والترديد.
ثم إن الكتب الفقهية المصنفة وإلى هذا اليوم منها ما يعني بإيراد الفروع الأكثر، ومنها ما يهتم بإيراد الأدلة العقلية، ومنها ما يهتم بإيراد الأدلة النقلية، ومنها ما يهتم بنقل الأقوال، وغيرها.
ولكن ترى أن كتاب الغنائم جمع أكثر تلك الجوانب مع رعاية الاختصار، فإن كتاب الطهارة الذي صار في مجلد واحد جمع أكثر مما جمعه كتاب الطهارة من الحدائق من الفروع، وأشار إلى أكثر من الروايات الواردة في كتاب الطهارة من الحدائق المطبوع في خمسة مجلدات، مع أنه تعرض إلى الأدلة العقلية بما لا يقل عما في كتاب المستند والجواهر، ولا يقاس به كتاب الرياض، ومع كل ذلك أشار فيه إلى