اللغة، وهو قد اعترف بدلالة الآيات على ذلك، ومثلها الأخبار كما ستعرفه إن شاء الله تعالى وحينئذ يلتفت إلى ما دل عليه كلام أهل اللغة لو كان كما يدعونه وأما الاستناد إلى ما ذكروه من صحة السلب في قول القائل هذا ليس ولدي، بل ولد ولدي، وهو عمدة أدلتهم فهو على اطلاقه ممنوع، فإنا لا نسلم سلب الولدية حقيقة، فإن حاصل المعنى بقرينة الاضراب أن مراد القائل المذكور إنما هو أنه ليس بولدي بلا واسطة، بل ولدي بالواسطة، فالمنفي حينئذ إنما هو كونه ولده بلا واسطة، والولد الحقيقي عندنا أعم منها، ولو قال ذلك القائل: ليس ولدي من غير الاضراب منعنا صحة السلب.
وأما الأخبار الواردة في المقام فمنها رواية أبي الجارود المتقدمة: وهي صريحة في كون ولد البنت ولدا " للصلب، كما عرفت، ونحوها الروايات الأخر.
ومنها ما رواه في الكافي في أبواب الزيارات بسنده عن بعض أصحابنا (1) قال حضرت أبا الحسن الأول عليه السلام وهارون الخليفة وعيسى بن جعفر وجعفر بن يحيى بالمدينة قد جاؤوا إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال هارون لأبي الحسن عليه السلام تقدم، فأبى فتقدم هارون فسلم وقام ناحية، وقال عيسى بن جعفر:
لأبي الحسن عليه السلام تقدم فأبى: فتقدم هارون فسلم ووقف مع هارون ثم ساق الخبر إلى أن قال: وتقدم أبو الحسن عليه السلام فقال: السلام عليك يا أبة أسأل الله الذي اصطفاك واجتباك وهداك وهدى بك أن يصلي عليك، فقال هارون لعيسى: سمعت ما قال؟
قال: نعم، فقال هارون: أشهد أنه أبوه حقا ").
أقول: لو كان لفظ الأب هنا إنما هو مجاز كما يدعيه أصحابنا تبعا " للعامة العمياء فأي فخر فيه، حتى أنه عليه السلام يعبر به، ثم انظر إلى شهادة هارون بأنه أبوه حقا "، وأي محل للحمل على المجاز في ذلك، لولا عدم التدبر في الأخبار، والوقوف عليها.