" كرهت أن يخرجوا إلى الحج ورؤوسهم تقطر من نسائهم " (1) وقوله " كرهت أن يكونوا معرسين تحت الأراك ثم يخرجون إلى الحج ورؤوسهم تقطر من نسائهم " أرأيت أن الله عز وجل الذي أمر بهذين الحكمين لا يعلم بهذا الأمر الذي علل هذا المرتد به في كل من الموضعين فذهب ذلك عن علم الله سبحانه وإنما اهتدى إليه هو؟ ولقد صدق عليه قوله عز وجل " ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم " (2).
وروى في كتاب معاني الأخبار بسنده عن محمد بن مروان عن أبي جعفر (عليه السلام) (3) قال: " أتدري ما تفسير (حي على خير العمل)؟ قال قلت لا. قال دعاك إلى البر أتدري بر من؟ قلت لا. قال إلى بر فاطمة وولدها (عليهم السلام) ".
أقول: لا منافاة بين هذه الأخبار وبين ما تقدم في علل الفضل بن شاذان من تفسير خير العمل بالصلاة فإن أخبارهم كالقرآن لها ظهر وبطن.
وفي كتاب العلل لمحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم (4) قال: " علة الأذان أن تكبر الله وتعظمه وتقر بتوحيد الله وبالنبوة والرسالة وتدعو إلى الصلاة وتحث على الزكاة، ومعنى الأذان الاعلام لقوله تعالى: " وأذان من الله ورسوله إلى الناس " (5) أي اعلام وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) " كنت أنا الأذان في الناس بالحج " وقوله " وأذن في الناس بالحج " (6) أي أعلمهم وادعهم، فمعنى " الله " أنه يخرج الشئ من حد العدم إلى حد الوجود ويخترع الأشياء لا من شئ وكل مخلوق دونه يخترع الأشياء من شئ إلا الله فهذا معنى " الله " وذلك فرق بينه وبين المحدث، ومعنى " أكبر " أي أكبر من أن يوصف في الأول وأكبر من كل شئ لما خلق الشئ،