وقال ابن إدريس: لا حاجة بنا إلى أن نقول: أنت رق في حياتي، لأنه لو لم يقل ذلك وقال: أنت حر بعد وفاتي كان ذلك كافيا (1).
والشيخ - رحمه الله - لم يقصد هو ولا شيخنا المفيد اشتراط ذلك في قوله كما توهمه ابن إدريس، ولهذا قال في المبسوط والخلاف ما نقلناه.
مسألة: قال الشيخ في الخلاف: إذا قال: أنت مدبر أو مكاتب لا يتعلق به كتابة ولا تدبير، وإن نوى ذلك، بل لا بد أن يقول في التدبير: فإذا مت فأنت حر أو أنت حر إذا مت، وفي الكتابة: إذا أديت إلي مالي فأنت حر، فمتى لم يقل ذلك لم يكن شيئا (2).
وقال في المبسوط: صريح التدبير أن يقول: إذا مت فأنت حر أو محرر أو عتيق أو معتق، غير أنه لا بد من النية عندنا، فأما إن قال: أنت مدبر، فقال بعضهم: هو كناية، وكذلك لقول إذا قال: كاتبتك على كذا قال قوم: هو صريح، وقال آخرون: هو كناية. والأول أقوى، وإن كان عندنا يحتاج إلى نية (3).
وظاهر كلام ابن الجنيد انعقاده بقوله: أنت مدبر مع النية.
وقال ابن البراج: صفته أن يقول الإنسان لمملوكه: أنت رق في حياتي وحر لوجه الله تعالى بعد وفاتي، فإذا قال هذا القول صح التدبير. وكذا لو قال له:
أنت حر لوجه الله تعالى إذا أنا مت أو إن حدث بي حدث الموت أو أنت محرر أو أنت عتيق بعد موتي أو أنت مدبر ويريد بذلك عتقه بعد موته أو ما أشبه ذلك من الألفاظ كان ذلك جاريا مجرى الأول (4).