كتاب الموطأ - الإمام مالك - ج ٢ - الصفحة ٥٦٦
قال مالك: إذ افتدت المرأة من زوجها بشئ، على أن يطلقها. فطلقها طلاقا متتابعا نسقا، فذلك ثابت عليه. فإن كان بين ذلك صمات، فما أتبعه بعد الصمات فليس بشئ.
(13) باب ما جاء في اللعان 34 - حدثني يحيى عن مالك، عن ابن شهاب، أن سهل بن سعد الساعدي أخبره أن عويمرا العجلاني إلى عاصم بن عدي الأنصاري. فقال له: يا عاصم. أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا، أيقتله فتقتلونه؟ أم كيف يفعل؟ سل لي، يا عاصم، عن ذلك، يا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فسأل عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك. فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها. حتى كبر على عاصم ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما رجع عاصم إلى أهله، جاءه عويمر. فقال: يا عاصم.
ماذا قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عاصم لعويم.: لم تأتني بخير. قد كره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسألة التي سألته عنها. فقال عويمر: والله لا أنتهي حتى أسأله عنها. فأقبل عويمر حتى أتى

(نسقا) أي بلا فاصل. وهو بمعنى «متتابعا». (صمات) مصدر صمت أي سكت.
(ما جاء في اللعان) اللعان مصدر لاعن. سماعي لا قياسي. والقياسي الملاعنة. من اللعن وهو الطرد والإبعاد. يقال لاعنته امرأته ملاعنة ولعانا فتلاعنا. لعن بعض بعضا. ولا عن الحاكم بينهما لعانا حكم. وفي الشرع كلمات معلومة جعلت حجة للمضطر إلى قذف من لطخ فراشه وألحق العاربه. وسميت لعانا لاشتمالها على كلمة اللعن، تسمية للكل باسم البعض. ولأن كلا من المتلاعنين يبعد عن الآخر بها، إذ يحرم النكاح بها أبدا.
34 - (أرأيت رجلا) أي أخبرني عن حكم رجل. (حتى كبر) أي عظم.
(٥٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 561 562 563 564 565 566 567 568 569 570 571 ... » »»
الفهرست