القبلة إلى دبر القبلة " (1).
ولعل المراد من كل ناحية في الأولى، من أي جهة كان من شرقها أو غربها أو غير ذلك، والمساحة إنما تلاحظ بالنسبة إلى الجانب الذي يليها، وإن كان بالنسبة إلى الآخر أزيد. والتقييد في الروايتين وإن كان ممكنا بالنسبة إلى كل واحد من السبعة والخمسة إلا أن تقييدهما معا يوجب التساقط، فالمدار على الترجيح، وهو مع الخمسة، لكونها موافقة للأصل وعمل الأصحاب.
ثم إن ظاهر الأكثر اعتبار السبع في صورة المساواة (2)، ويظهر من الإرشاد اعتبار الخمس (3)، والأول هو مقتضى إطلاق رواية قدامة، وتؤيده رواية محمد بن سليمان الآتية (4).
وجعل جماعة من المتأخرين (5) الكون في جهة الشمال بمنزلة الفوقية الحسية، لرواية قدامة، ورواية محمد بن سليمان.
وجعلوا ما تعارض فيه الفوقيتان بمنزلة التساوي، وذكروا أن صور المسألة باعتبار ملاحظة وقوع كل من البئر والبالوعة في المشرق أو المغرب أو الشمال أو الجنوب وتساوي القرارين وارتفاع أحدهما وصلابة الأرض أو رخاوتها أربع وعشرون صورة. وما تقدم من جعل التعارض بمنزلة التساوي يقتضي أن يكون التباعد بسبع في ثمان صور كلها في صورة رخاوة الأرض: ثلاث منها فيما لو كانت البالوعة في جانب الشمال، وواحدة في صورة العكس إذا كان قرار البالوعة فوق قرار البئر، واثنتان منها فيما كان البئر في جانب المشرق مع مساواتها للبالوعة أو انخفاضها،