وبارعا نحريرا، ومقدما كبيرا، وأديبا ماهرا، وخطيبا باهرا، جميل السياق، جليل الإشفاق، كثير الخشوع، غزير الدموع، دائم الأنين، وافر الحنين، باكي العينين، زاكي الملوين، حسن المفاكهة، طيب المعاشرة، لطيف المحاورة، جيد الخط والكتابة بقسميها المشهورين، إلى آخره.
وهكذا ساق الكلام عنه وعن مؤلفاته وأحواله ومدحه والثناء والإطراء عليه ما لم يذكره في أحد من العلماء العظام، وليس هذا أول معجب به، ولا آخر مبهوت أمام جلالة قدره، فكم من كاتب ترك عنان قلمه طاويا الصفحات مسحورا ببهائه، وكم من مظهر للعجز عن إدراك فضائله، وكم من مدافع عن حريم قوانينه، فقد كتب صاحب قصص العلماء تعليقة على القوانين دافع فيها عن الميرزا، وفند إيرادات الموردين وسماها المحاكمات.
وقد ذكره - قدس سره - خصيمه القلبي وعنيده الواقعي محمد بن عبد النبي النيشابوري الأخباري، الذي جعله في عداد أصحاب الرأي وأهل الاجتهاد بالباطل، وعبر عنه وعن أتباعه وأوليائه بالبقاسمة، كما عن صاحب الرياض وأصحابه بالأزارقة، وعن الشيخ جعفر وقومه بالأموية - لا أفلحه الله فيما قال وفعل، ولا عاجله إلا بالخوف والوجل - قال في رجاله الكبير عند بلوغه إلى ترجمة هذا النحرير: أبو القاسم بن الحسن الجيلاني أصلا، الجابلقي مولدا ومنشأ، القمي جوارا، فقيه أصولي مجتهد مصوب، له كتاب القوانين في أصول الفقه، وكتاب مرشد العوام في الفقه بالفارسية، معاصر يروي عن شيخنا محمد باقر البهبهاني " مع " انتهى، و " مع " تعني عنده معتبر الحديث، ولعله عنى بمصوب هو قوله بحجية مطلق الظن، وإلا فالميرزا القمي من القائلين بالتخطئة.
وقال في معجم المؤلفين: أبو القاسم بن محمد حسن الجيلاني الشفتي القمي، فقيه، أصولي شاعر، ولد في جابلاق من أعمال رشت، وهاجر إلى العراق فمكث في كربلاء مدة طويلة، ثم انتقل إلى إصفهان، ثم إلى شيراز، ثم إلى قم وتوفي بها،