لأصحابه في اتيان الكوفة ليخبروا أصحابه بقدومه وبعث الحرث بن أبي ربيعة إليه جيشا كثيفا فقاتلهم وتفرق عنه أصحابه وأثخنه الجراح فخاض البحر إلى سفينة فركبها حتى توسط الفرات فأشرف خيل على السفينة وتبادروا به فقام يمشي في البحر فتعلقوا به فألقى نفسه في الماء مع بعضهم فغرقوه * (حروب الخوارج مع عبد الملك والحجاج) * ولما استقر عبد الملك بالكوفة بعد قتل مصعب بعث على البصرة خالد بن عبد الله وكان المهلب يحارب الأزارقة فولاه على خراج الأهواز وبعث أخاه عبد العزيز بن عبد إلى قتال الخوارج ومعه مقاتل بن مسمع وأتت الخوارج من ناحية كرمان إلى دارابجرد وبعث قطري بن الفجاءة صالح بن مخراق في تسعمائة فاستقبل عبد العزيز ليلا على غير تعبية فانهزم وقتل مقاتل بن مسمع وأسرت بنت المنذر بن الجارود امرأة عبد العزيز فقتلها الخوارج وتغير عبد العزيز إلى رامهرمز وكتب خالد بالخبر إلى عبد الملك فكتب إليه؟؟ على ولاية أخيه الحرب وولاية المهلب جباية الخراج وأمره بأن يسرح المهلب بحربهم وكتب إلى بشر بالكوفة بامداده بخمسة آلاف مع من يرضاه فإذا فرغوا من قتال الخوارج ساروا إلى الري فكانوا هنالك مسلحة فانفذ بشر العسكر وعليهم عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث وكتب له عهده على الري وخرج خالد بأهل البصرة ومعه المهلب واجتمعوا بالأهواز وجاءت الأزارقة فأحرقوا السفن ومر المهلب بعبد الرحمن بن الأشعث وأمره أن يخندق عليه وأقاموا كذلك عشرين ليلة ثم زحف الخوارج بالناس فهال الخوارج كثرتهم وانصرموا وبعث خالد داود بن قحدم في آثارهم وانصرف إلى البصرة وكتب بالخبر إلى عبد الملك فكتب إلى أخيه بشر أن يبعث أربعة آلاف من أهل الكوفة إلى فارس ويلحقوا بداود بن قحدم في طلب الأزارقة فبعث بهم بشر بن عتاب ولحقوا بداود واتبعوا الخوارج حتى أصابهم الجهد ورجع عامتهم مشاة إلى الأهواز (ثم خرج أبو فديك) من بنى قيس بن ثعلبة فغلب على البحرين وقتل نجدة بن عامر الحنفي كما مر وهزم خالدا فكتب إلى عبد الملك بذلك وأمر عبد الملك عمر بن عبيد الله ابن معمر أن يندب الناس من أهل الكوفة والبصرة ويسير لقتال أبى فديك فانتدب معه عشرة آلاف وسار بهم وأهل الكوفة على ميمنته عليهم محمد بن موسى بن طلحة بن عبيد الله وأهل البصرة في ميسرته عليهم عمر بن موسى أخيه وهو في القلب وانتهوا إلى البحرين واصطفوا للقتال وحملوا على أبي فديك وأصحابه فكشفوا ميسرته حتى أبعدوا الا المغيرة بن المهلب ومجاعة وعبد الرحمن وفرسان الناس فإنهم فإنهم مالوا إلى أهل الكوفة
(١٥٠)