* (وفاة أبى كاليجار وملك ابنه الملك الرحيم) * كان أبو كاليجار والمرزبان بن سلطان الدولة قد سارا سنة أربعين إلى نواحي كرمان وكان صاحبها بهرام بن لشكرستان من وجوه الديلم قد منع الحمل فتنكر له أبو كاليجار وبعث إلى أبي كاليجار يحتمى به وهو بقلعة بردشير فملكها مر يده وقتل بهرام بعض الجند ظهر منهم على الميل لابي كاليجار فسار إليه ومرض في طريقه ومات بمدينة جنايا في سنة أربعين لأربع سنين وثلاثة أشهر من ملكه ولما توفى نهب الأتراك معسكره وانتقل ولده أبو منصور فلاستون إلى مخيم الوزير أبى منصور وأرادوا نهبه فمنعهم الديلم وساروا إلى شيراز فملكها أبو منصور واستوحش الوزير منه فلحق ببعض قلاعه وامتنع بها ووصل خبر وفاة أبى كاليجار إلى بغداد وبها ولده الملك الرحيم أبو نصر حسره فيروز فبايع له الجند وبعث إلى الخليفة في الخطبة والتلقب بالملك الرحيم فأجابه إلى ما سال الا اللقب بالرحيم للمانع الشرعي من ذلك واستقر ملكه بالعراق وخوزستان والبصرة وكان بها أخوه أبو على واستولى أخوه أبو منصور كما ذكرنا على شيراز فبعث الملك الرحيم أخاه أبا سعد في العساكر فملكها وقبض على أخيه أبو منصور وسار العزيز جلال الدولة من عند قرواش إلى البصرة فدافعه أبو علي بن كاليجار عنها ثم سار الملك الرحيم إلى خوزستان وأطاعه من بها من الجند وكثرت الفتنة ببغداد بين أهل السنة والشيعة * (مسير الملك الرحيم إلى فارس) * ثم سار الملك الرحيم من الأهواز إلى فارس سنة احدى وأربعين وخيم بظاهر شيراز ووقعت فتنة بين أتراك شيراز وبغداد فرحل أتراك بغداد إلى العراق وتبعهم الملك الرحيم لانحرافه عن أتراك شيراز وكان أيضا منحرفا عن الديلم بفارس لميلهم إلى أخيه فلاستون بإصطخر وانتهى إلى الأهواز فأقام بها واستخلف بارجان أخويه أبا سعد وأبا طالب فزحف إليهما أخوهما فلاستون وخرج الملك الرحيم من الأهواز إلى رامهرمز للقائهم فلقيهم وانهزم إلى البصرة ثم إلى واسط وسارت عساكر فارس إلى الأهواز فملكوها وخيموا بظاهرها ثم شغبوا على أبي منصور وجاء بعضهم إلى الملك الرحيم فبعث إلى بغداد واستقر الجند الذين بها وسار إلى الأهواز فملكها وأقام ينتظر عسكر بغداد ثم سار إلى عسكر مكرم فملكها سنة ثنتين وأربعين ثم تقدم سنة ثلاث وأربعين ومعه دبيس بن مزيد والبساسيري وغيرهما وسار هزار شب بن تنكير ومنصور بن الحسين الأسدي فيمن معهما من الديلم والأكراد من ارجان إلى تستر فسبقهم الملك الرحيم إليها وغلبهم عليها ثم زحف في عسكر هزار شب فوافاه أميره
(٤٥٤)