أصحاب الهيدام من أراد نهب القرى التي لهم بنواحي دمشق ثم سألوا الأمان من أبى الهيدام فأمنهم وسكن الناس وفرق أبو الهيدام أصحابه وبقي في نفر يسير من أهل دمشق فطمع فيه اسحق وسلط عليه العذافر السكسكي مع الجنود فقاتلهم فانهزم العذافر وبقي الجند يحاربونه ثلاثا ثم إن اسحق قاتله في الثالثة والجند في اثنى عشر ألفا ومعهم اليمانية فخرج أبو الهيدام من المدينة وقاتلهم على باب الجابية حتى أزالهم عنه ثم أغار جمع من أهل حمص على قرية لابي الهيدام فقاتلهم أصحابه وهزموهم وقتلوا منهم خلقا وأحرقوا قرى وديار الليمانية في الغوطة ثم توادعوا سبعين يوما أو نحوها وقدم السندي في الجنود من قبل الرشيد وأغزته اليمانية بأبي الهيدام فبعث هو إليه بالطاعة فأقبل السندي إلى دمشق واسحق بدار الحجاج وبعث قائده في ثلاثة آلاف وأخرج إليهم أبو الهيدام ألفا وأحجم القائد عنهم ورجع إلى السندي فصالح أبا الهيدام وأمن أهل دمشق وسار أبو الهيدام إلى حوران وأقام السندي بدمشق ثلاثا وقدم موسى بن عيسى واليا عليها فبعث الجند يأتونه بأبي الهيدام فكبسوا داره وقاتلهم هو وابنه وعبد ه فانهزموا وجاء أصحابه من كل جهة وقصد بصرى ثم بعث إليه موسى فسار إليه في رمضان سنة سبع وسبعين وقيل إن سبب الفتنة بدمشق أن عامل الرشيد بسجستان قتل أخا الهيدام فخرج هو بالشأم وجمع الجموع ثم بعث الرشيد أخا له ليأتيه به فتحيل حتى قبض عليه وشده وثاقا وأتى به إلى الرشيد فمن عليه وأطلقه وبعث جعفر بن يحيى سنة ثمانين إلى الشأم من أجل هذه الفتن والعصبية فسكن الثائرة وأمن البلاد وعاد * (فتنة الموصل ومصر) * وفي سنة سبع وثمانين تغلب العطاف بن سفيان الأزدي على خراسان وأهل الموصل على العامل بها محمد بن العباس الهاشمي وقيل عبد الملك بن صالح فاجتمع عليه أربعة آلاف رجل وجبى الخراج وبقي العامل معه مغلبا إلى أن سار الرشيد إلى الموصل وهدم سورها ولحق العطاف بأرمينية ثم بالرقم فاتخذها وطنا وفى سنة ثمان وسبعين ثارت الحوفية بمصر وهم من قيس وقضاعة على عاملها إسحاق بن سليمان وقاتلوه وكتب الرشيد إلى هرثمة بن أعين وكان بفلسطين فسار إليهم وأذعنوا بالطاعة وولى على مصر ثم عزله لشهر وولى عبد الملك بن صالح كان على خراسان أيام المهدى والهادي أبو الفضل العباس بن سليمان الطوسي فعزله الرشيد وولى على خراسان جعفر بن محمد بن الأشعث الخزاعي فأبوه من النقباء من أهل مصر ومقدم ابنه العباس سنة ثلاث وسبعين ثم قدم فغزا طخارستان وبعث ابنه العباس إلى كابل في الجنود وافتتح سابهار ورجع إلى مرو ثم سار إلى العراق سنة ثلاث في رمضان وكان الأمين في حجره قبل أن يجعله في حجر
(٢٢٠)