إلى القادسية وملك ليجوز الكوفة أول شوال وأقام علي بن زيد ببلاد بنى أسد ثم غزا ليجوز آخر ذي الحجة فأوقع به وقتل وأسر من أصحابه ورجع إلى الكوفة ثم إلى سر من رأى وبقي على هنالك إلى أن بعث المعتمد سنة تسع عسكرا فقتلوه بعكبر وانقطع أمره وقيل سار إلى صاحب الزنج فقتله سنه ستين وفى هذه السنة غلب الحسين بن زيد الطالبي على الري وسار موسى بن بغا إليه * (بقية أخبار الزنج) * قد تقدم لنا أن المعتمد بعث سعيد بن صالح الحاجب لحربهم فأرقع ثم عاودوه فأوقعوا به وقتلوا من أصحابه وأحرقوا عسكره ورجع إلى سامرا فعقد المعتمد على حربهم لجعفر بن منصور الخياط فقطع عنهم ميرة السفن ثم سار إليهم في البحر فهزموه إلى البحرين ثم بعث الخبيث علي بن أبان من قواده إلى إربل لقطع قنطرتها فلقى إبراهيم بن سيما منصرفا من فارس فأوقع بهم إبراهيم وخرج علي بن أبان وسار إبراهيم لي نهر جى وأمر كاتبه شاهين بن بسطام باتباعه وجاء الخبر إلى علي بن ابان باقبال شاهين فسار ولقيه وهزمه أشد من الأول وانصرف إلى جى وكان منصور بن جعفر الخياط منذ انهزم في البحر لم يعد لقتال الزنج واقتصر على حفر الخنادق واصلاح السفن فزحف علي بن أبان لحصاره بالبصرة وضيق على أهل البلد وأشرف على دخولها وبعث لاحتشاد العرب فوافاه منهم خلق فدفعهم لقتال أهل البصرة وفرقهم على نواحيها فقاتلهم كذلك يومين ثم افتتحها علي بن أبان منتصف شوال وأفحش في القتل والتخريب ورجع ثم عاودهم ثانية وثالثة حتى طلبوا الأمان فأمنهم وأحضرهم في بعض دور الامارة فقتلهم أجمعين وحرق علي بن أبان الجامع ومواضع من البصرة واتسع الحريق من الجبل إلى الجبل وعم النهب وأقام كذلك أياما ثم نادى بالأمان فلم يظهر أحد وانتهى الخبر إلى الخبيث فصرف علي بن أبان وولى عليها يحيى بن محمد البحراني * (مسير المولد لحربهم) * لما دخل الزنج البصرة وخربوها أمر المعتمد محمدا المعروف بالمولد بالمسير إلى البصرة وسار إلى الأبلة ثم نزل البصرة واجتمع إليه أهلها وأخرج الزنج عنها إلى نهر معقل ثم بعث الخبيث قائده يحيى بن محمد لحرب المولد فقاتله عشرة أيام ووطن المولد نفسه على المقام وبعث الخبيث إلى يحيى بن محمد أبا الليث الأصبهاني مددا وأمرهم بتبييت المولد فبيتوه وقاتلوه تلك الليلة والغد إلى المساء ثم هزموه وغنم الزنج عسكره واتبعه البحراني إلى الجامدة وأوقع بأهلها ونهب تلك القرى أجمع وعاث فيها ورجع إلى نهر معقل
(٣٠٦)