المنصور فقال عيسى بن موسى يا أمير المؤمنين شفعوا في أخيهم وأنت ساخط على أخيك العباس منذ كذا ولم يكلمك فيه أحد منهم فرضى عنه وفى سنة خمس وخمسين عزل محمد ابن سليمان عن الكوفة وولى مكانه عمر بن زهير الضبي أخا المسيب صاحب الشرطة وكان من أسباب عزله انه حبس عبد الكريم بن أبي العوجاء خال معن بن زائدة على الزندقة وكتب إليه أن يتبين أمره فقتله قبل وصول الكتاب فغضب عليه المنصور وقال لقد هممت أن أقيده به وعزل عمه عيسى في أمره لأنه الذي كان أشار بولايته وفيها عزل الحسن بن زيد عن المدينة وولى مكانه عمه عبد الصمد بن علي وكان على الأهواز وفارس عمارة بن حمزة وفى سنة سبع وخمسين ولى على البحرين سعيد بن دعلج صاحب الشرطة بالبصرة فأنفذ إليها ابنه تميما ومات سوار بن عبد الله قاضي البصرة فولى مكانه عبيد الله بن الحسن بن الحصين العيري وعزل محمد بن الكاتب عن مصر وولى مكانه مولاه مطرا وعزل هشام بن عمر عن السند وولى مكانه معبد بن الخليل وفى سنة ثمان وخمسين عزل موسى بن كعب عن الموصل لشئ بلغه عنه فأمر ابنه المهدى أن يسير إلى الرقة موريا بزيارة القدس ويكفل طريقه على الموصل فقبض عليه وكان المنصور قد ألزم خالد بن برمك ثلاثة آلاف ألف درهم وأجله في احضارها ثلاثا والا قتله فبعث ابنه يحيى إلى عمارة بن حمزة ومبارك التركي وصالح صاحب المصلى وغيرهم من القواد ليستقرض منهم قال يحيى فكلهم بعث إلا أن منهم من منعني الدخول ومنهم من يجيبني بالرد الا عمارة بن حمزة فإنه أذن لي ووجهه إلى الحائط ولم يقبل على وسلمت فرد خفيفا وسأل كيف خالد فعرفته واستقرضته فقال إن أمكنني شئ يأتيك فانصرفت عنه ثم أنفذ المال فجمعناه في يومين وتعذرت ثلثمائة ألف وورد على المنصور انتقاض الموصل والجزيرة وانتشار الأكراد بها وسخط موسى بن كعب فأشار عليه المسيب بن زهير بخالد ابن برمك فقال كيف يصلح بعد ما فعلنا فقال أنا ضامنه فصفح له عما بقي عليه وعقد له على الموصل ولابنه يحيى على أذربيجان وسارا مع المهدى فعزل موسى بن كعب وولاهما قال يحيى وبعثني خالد إلى عمارة بقرضه وكان مائة ألف فقال لي أكنت لأبيك صديقا قم عنى لأقمت ولم يزل خالد على الموصل إلى وفاة المنصور وفى هذه السنة عزل المنصور المسيب بن زهير عن شرطته وحبسه مقيدا لأنه ضرب أبان بن بشير الكاتب بالسياط حتى قتله وكان مع أخيه عمر بن زهير بالكوفة وولى المنصور على فارس نصر بن حرب بن عبد الله ثم على الشرطة ببغداد عمر بن عبد الرحمن أخا عبد الجبار وعلى قضائها عبد الله بن محمد بن صفوان ثم شفع المهدى في المسيب وأعاده إلى شرطته * (الصوائف) *
(٢٠٢)