المتوكل بغا الكبير فسار على الموصل والجزيرة وأناخ على أردن حتى أخذها وحمل موسى واخوته إلى المتوكل وقتل منهم ثلاثين ألفا وسبى خلقا وسار إلى مدينة دبيل فأقام بها شهرا ثم سار إلى تفليس فحاصرها وبعث في مقدمته ربزك التركي وكان بتفليس إسحاق بن إسماعيل بن إسحاق مولى بنى أمية فخرج وقاتلهم وكانت المدينة كلها مشيدة من خشب الصنوبر فأمر بغا أن يرمى عليها بالنفط فاضطرمت النار في الخشب واحترقت قصور اسحق وجواريه وخمسون ألف انسان وأسر الباقون وأحاطت الأتراك والمغاربة بإسحاق فأسروه وقتله بغا لوقته ونجا أهل اسحق بأمواله إلى صعد نيل مدينة حذا تفليس على نهر الكرمن من شرقيه بناها أنو شروان وحصنها اسحق وجعل أمواله فيها فاستباحها بغا ثم بعث الجند إلى قلعة أخرى بين بردعة وتفليس ففتحوها وأسروا بطريقها ثم سار إلى عيسى بن يوسف في قلعة كيس من كور البليقان ففتحها وأسره وحمل معه جماعة من البطارقة وذلك سنة ثمان وثلاثين ومائتين * (عزل ابن أبي دواد وولاية ابن أكثم) * وفى سنة سبع وثلاثين غضب المتوكل على أحمد بن أبي دواد وقبض ضياعه وحبس أولاده فحمل أبو الوليد منهم مائة وعشرين ألف دينار وجواهر تساوى عشرين ألفا ثم صولح عن ستة عشر ألف ألف درهم وأشهد عليهم ببيع أملاكهم وفلح أحمد فأحضر المتوكل يحيى بن أكثم وولاه قضاء القضاة وولى أبا الوليد بن أبي دواد المظالم ثم عزله وولى أبا الربيع محمد بن يعقوب ثم عزله وولى يحيى بن أكثم على المظالم ثم عزله سنة أربعين وصادره على خمسة وسبعين ألف دينار وأربعة آلاف حربو وولى مكانه جعفر ابن عبد الواحد بن جعفر بن سليمان بن علي وتوفى في هذه السنة أحمد بن أبي دواد بعد ابنه أبى الوليد بعشرين يوما وكان معتزليا أخذ مذهبهم عن بشر المريسي وأخذه بشر عن جهم بن صفوان وأخذه جهم عن الجعد بن دهم معلم مروان * (انتقاض أهل حمص) * وفى سنة سبع وثلاثين وثب أهل حمص بعاملهم أبى المغيث موسى بن إبراهيم الرافقي بسبب أنه قتل بعض رؤسائهم فأخرجوه وقتلوا من أصحابه فولى مكانه محمد بن عبدويه الأنباري فأساء إليهم وعسف فيهم فوثبوا به وأمره المتوكل بجند من دمشق والرملة فظفر بهم وقتل منهم جماعة وأخرج النصارى منها وهدم كنائسهم وأدخل منها بيعة في الجامع كانت تجاوره
(٢٧٦)