* (نكبة الأفشين ومقتله) * كان الأفشين من أهل أشروسنة تبوأها ونشأ ببغداد عند المعتصم وعظم محله عنده ولما حاصر بابك وكان يبعث إلى أشروسنة بجميع أمواله فيكتب ابن طاهر بذلك إلى المعتصم فيأمره المعتصم بأن يجعل عيونه عليه في ذلك وعثر مرة ابن طاهر على تلك الأموال فأخذها وصرفها في العطاء وقال له حاملوها هذا مال الأفشين فقال كذبتم لو كان ذلك لا علمني أخي أفشين به وانما أنتم لصوص وكتب إلى الأفشين بذلك بأنه دفع المال إلى الجند ليوجههم إلى الترك فكتب إليه أفشين مالي ومال أمير المؤمنين واحد وسأله في اطلاق القوم فأطلقهم واستحكمت الوحشة بينهما وتتابعت السعاية فيه من طاهر وربما فهم الأفشين أن المعتصم يعزله عن خراسان فطمع في ولايتها وكان مازيار يحسن له الخلافة ليدعو المعتصم ذلك إلى عزله وولاية الأفشين لحرب مازيار فكان من أمر مازيار ما ذكرناه وسيق إلى بغداد مقيدا وولى المعتصم الأفشين على أذربيجان فولى عليها من قبله منكجور من بعض قرابته فاستولى على مال عظيم لبابك وكتب به صاحب البريد إلى المعتصم فكذبه منكجور وهم بقتله فمنعه أهل أردبيل فقاتلهم وسمع ذلك المعتصم فأمر الأفشين بعزل منكجور وبعث قائدا في عسكره مكانه فخلع منكجور وخرج من أردبيل فهزمه القائد ولحق ببعض حصون آذربيجان كان بابك خربه فأصلحه وتحصن فيه شهرا ثم وثب فيه أصحابه وأسلموه إلى القائد فقدم به إلى سامرا فحبسه المعتصم واتهم الأفشين في أمره وذلك سنة خمس وعشرين ومائتين بأن القائد كان بغا الكبير وأنه خرج إليه بالأمان اه * ولما أحس الأفشين بتغير المعتصم أجمع أمره على الفرار واللحاق بأرمينية وكانت في ولايته ويخرج منها إلى بلاد الخرر ويرجع إلى بلاد أشروسنة وصعب عليه ذلك بمباشرة المعتصم أمره فأراد أن يتخذ لهم صنيعا يشغلهم فيه نهارهم ثم يسير من أول الليل وعرض له في أثناء ذلك غضب على بعض مواليه وكان سيئ الملكة فأيقن مولاه بالهلكة وجاء إلى اتياخ فأحضره إلى المعتصم وخبره الخبر فأمره باحضاره وحبسه بالجوسق وكان ابنه الحسن عاملا على بعض ما وراء النهر فكتب المعتصم إلى عبد الله بن طاهر في الاحتيال عليه وكان يشكو من نوح بن أسد صاحب بخارى فكتب ابن طاهر إلى الحسن بولاية بخارى وكتب إلى نوح بذلك وأن يستوثق منه إذا وصل إليه ويبعث به ثم يبعث به إلى ابن طاهر ثم إلى المعتصم ثم أمر المعتصم باحضار الأفشين ومناظرته فيما قيل عنه فأحضر عند الوزير محمد بن عبد الملك بن الزيات وعنده القاضي أحمد بن أبي دواد واسحق ابن إبراهيم وجماعة القواد والأعيان وأحضر المازيار من محبسه والمؤيد والمرزبان بن
(٢٦٨)