متى يقدم أبو حفص فقال انا أبو حفص فقال موسى لعن الله فرعون حيث قال أليس لي ملك مصر ثم سلم له العمل فتقدم عمر إلى كاتبه أن لا يقبل من الهدية الا ما يدخل في الكيس فبعث الناس بهداياهم وكانوا يمطلون بالخراج فلما حضر النجم الأول والثاني وشكوا الضيق في الثالث احضر الهدايا وحسبها لأربابها واستوفى خراج مصر ورجع إلى بغداد * (الفتنة بدمشق) * وفى هذه السنة هاجت الفتنة بدمشق بين المضرية واليمانية ورأس المضرية أبو الهيدام عامر بن عمارة من ولد خارجة بن سنان بن أبي حارثة المري وكان أصل الفتنة بين القيس وبين اليمانية أن اليمانية قتلوا منهم رجلا فاجتمعوا لثأره وكان على دمشق عبد الصمد بن علي فجمع كبار العشائر ليصلحوا بينهم فأمهلتهم اليمانية وبيتوا المضرية فقتلوا منهم ثلثمائة أو ضعفها فاستجاشوا بقبائل قضاعة وسليم فلم ينجدوهم وأنجدتهم قيس وساروا معهم إلى البلقاء فقتلوا من اليمانية ثمانمائة وطال الحرب بينهم وعزل عبد الصمد عن دمشق وولى مكانه إبراهيم بن صالح بن علي ثم اصطلحوا بعد سنين ووفد إبراهيم على الرشيد وكان هواه مع اليمانية فوقع في قيس عند الرشيد واعتذر عنهم عبد الواحد بن بشر واستخلف إبراهيم على دمشق ابنه اسحق فحبس جماعة من قيس وضربهم ثم وثبت غسان برجل من ولد قيس بن العبسي فقتلوه واستنجد أخوه بالدواقيل من حوران فأنجدوه وقتلوا من اليمانية نفرا ثم وثبت اليمانية بكليب بن عمر بن الجنيد بن عبد الرحمن وعنده ضيف له فقتلوهم فجاءت أم الغلام سابة إلى أبي الهيدام فقال انظريني حتى ترفع دماؤنا إلى الأمير فان نظر فيها والا فأمير المؤمنين ينظر فيها وبلغ ذلك اسحق وحضر عنده أبو الهيدام فلم يأذن له ثم قتل بعض الدواقيل رجلا من اليمانية وقتلت اليمانية رجلا من سليم ونهبوا جيران محارب وركب أبو الهيدام معهم إلى اسحق فوعده بالنظر لهم وبعث إلى اليمانية يغريهم به فاجتمعوا وأتوا إلى باب الجابية فخرج إليهم أبو الهيدام وهزمهم واستولى على دمشق وفتق السجون ثم اجتمعت اليمانية واستنجدوا كلبا وغيرهم فاستمدوهم واستجاش أبو الهيدام المضرية فجاؤوه وهو يقاتل اليمانية عند باب توما فهزمهم أربع مرات ثم أمره اسحق بالكف وبعث إلى اليمانية يخبرهم بغرته وجاء الخبر وركب وقاتلهم فهزمهم ثم هزمهم أخرى على باب توما ثم جمعت اليمانية أهل الأردن والجولان من كلب وغيرهم فأرسل من يأتيه بالخبر فأبطؤوا ودخل المدينة فأرسل اسحق من دلهم على مكمنه وأمرهم بالعبور إلى المدينة فبعث من أصحابه من يأتيهم من ورائهم فانهزموا ولما كان مستهل صفر جمع اسحق الجنود عند قصر الحجاج وجاء
(٢١٩)