وولى على جرجان فراشة مولاه وحج بالناس إبراهيم ابن عمه يحيى وهو على المدينة ومات بعد قضاء الحج فولى مكانه إسحاق بن موسى بن علي وعلى اليمن سليمان بن يزيد الحارثي وعلى اليمامة عبد الله بن مصعب الزبيري وعلى البصرة محمد بن سليمان وعلى قضائها عمر ابن عثمان التميمي وعلى الموصل أحمد بن إسماعيل الهاشمي وقتل موسى بن كعب ووقع الفساد في بادية البصرة من الاعراب بين اليمامة والبحرين وقطعوا الطرق وانتهكوا المحارم وتركوا الصلاة * (الصوائف) * وفى سنة تسع وخمسين أغزى المهدى عمه العباس بالصائفة وعلى مقدمته الحسن الوصيف فبلغوا أهرة وفتحوا مدينة أو هرة ورجعوا سالمين ولم يصب من المسلمين أحد وفى سنة احدى وستين غزا بالصائفة يمامة بن الوليد فنزل دابق وجاشت الروم مع ميخاييل في ثمانين ألفا ونزل عمق مرعش فقتل وسبى وغنم وحاصر مرعش وقتل من المسلمين عددا وانصرف إلى جيحان فكان عيسى بن علي مرابطا بحصن مرعش فعظم ذلك على المهدى وتجهز لغزو الروم وخرجت الروم سنة اثنتين وستين إلى الحرث فهدموا أسوارها وغزا بالصائفة الحسن بن قحطبة في ثمانين ألفا من المرتزقة فبلغ جهة أدر ركبه وأكثر التحريق والتخريق ولم يفتح حصنا ولا لقى جمعا ورجع بالناس سالما وغزا يزيد بن أسيد السلمي من ناحية قاليقلا فعنم وسى وفتح ثلاثة حصون ثم غزا المهدى بنفسه سنة ثلاث وستين كما مر ثم غزا سنة أربع وستين عبد الكبير بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب من درب الحرت فخرج إليه ميخاييل وطارد الأرمني البطريقان في تسعين ألفا فخام عن لقائهم ورجع بالناس فغضب عليه المهدى وهم بقتله فشفع فيه وحبسه وفى سنة خمس وستين بعث المهدى ابنه هارون بالصائفة وبعث معه الربيع فتوغل في بلاد الروم ولقيه عسكر نقيطا من القواميس فبارزه يزيد ابن مزيد فهزمهم وغلب على عسكرهم ولحقوا بالدمشق صاحب المسالح فحمل لهم مائتي ألف دينار واثنتين وعشرين ألف درهم وسار الرشيد بعساكره وكانت نحوا من مائة ألف فبلغ خليج قسطنطينية وعلى الروم يومئذ غسطة امرأة اليوك كافلة لابنها منه صغيرا فجرى الصلح على الفدية وأن تقيم له الادلاء والأسواق في الطريق لان مدخله كان ضيقا مخوفا فأجابت لذلك وكان مقدار الفدية سبعين ألف دينار كل سنة ومدة الصلح ثلاث سنين وكان ما سباه المسلمون قبل الصلح خمسة آلاف رأس وستمائة رأس وقتل من الروم في وقائع هذه الغزوات أربعة وخمسون ألفا ومن الأسرى ألفان ثم نقض الروم هذا الصلح سنة ثمان وستين ولم يستكملوا مدته بقي منها
(٢١٣)