ثابت بن قطنة يلاطفه فأبى وحلف ليقتلن المهلب وخاف ثابت ان كان ذلك أن يقتلوا جميعا فأشار عليه باللحاق بموسى بن عبد الله بن حازم فلحق به في ثلثمائة من أصحابهما (ثم هلك المهلب) واستخلف ابنه يزيد وأوصى ابنه حبيبا بالصلاة وأوصى ولده جميعا بالاجتماع والألفة ثم قال أوصيكم بتقوى الله وصله الرحم فإنها تنسئ في الاجل وتثرى المال وتكثر العدد وأنهاكم عن القطيعة فإنها تعقب النار والذلة والقلة وعليكم بالطاعة والجماعة ولتكن فعالكم أفضل من مقالكم واتقوا الجواب وزلة اللسان فان الرجل تزل قدمه فينعش ويزل لسانه فيهلك واعرفوا لمن يغشاكم حقه فكفى بغدو الرجل ورواحه إليكم تذكرة له وآثروا الجود على البخل وأحبوا العرف واصنعوا المعروف فان الرجل من العرب تعده العدة فيموت فكيف بالصنيعة عنده وعليكم في الحرب بالتؤدة والمكيدة فإنها أنفع من الشجاعة وإذا كان اللقاء نزل القضاء وان أخذ الرجل بالحزم فظفر قيل أتى الامر من وجهه فظفر وإن لم يظفر قيل ما فرط ولا ضيع ولكن القضاء غالب وعليكم بقراءة القرآن وتعلم السنن وآداب الصالحين وإياكم وكثرة الكلام في مجالسكم ثم مات وذلك سنة اثنتين وثمانين (ويقال) انه لما حثهم على الألفة والاجتماع أحضر سهاما محزومة فقال أتكسرون هذه مجتمعة قالوا لا قالوا فتكسرونها مفترقة قالوا نعم قال فهكذا الجماعة واستولى يزيد على خراسان بعد أبيه وكتب له الحجاج بالعهد عليها ثم وضع العيون على بيزك حتى بلغه خروجه عن قلعته فسار إليها وحاصرها ففتحها وغنم ما كان فيها من الأموال والذخائر وكانت من أحصن القلاع وكان بيزك إذا أشرف عليها يسجد لها ولما فتحها كتب إلى الحجاج بالفتح وكان كاتبه يعمر العدواني حليف هذيل فكتب انا لقينا العدو فمنحنا الله أكنافهم فقتلنا طائفة وأسرنا طائفة ولحقت طائفة برؤس الجبال ومهامه الأودية وأهضام الغيطان وأفناء الأنهار فقال الحجاج من بكتب ليزيد قيل يحيى بن يعمر فكتب بحمله على البريد فلما جاءه قال أين ولدت قال بالأهواز قال فمن أين هذه الفصاحة قال حفظت من أولاد أبى وكان فصيحا قال يلحن عنبسة بن سعيد قال نعم كثيرا قال ففلان قال نعم قال فأنا قال تلحن خفيفا تجعل أن موضع إن وإن موضع أن قال أجلتك ثلاثا وان وجدتك بأرض العراق قتلتك فرجع إلى خراسان * (بناء الحجاج مدينة واسط) * كان الحجاج ينزل أهل الشأم على أهل الكوفة فضرب البعث على أهل الكوفة إلى خراسان سنة ثلاث وثمانين وعسكروا قريبا من الكوفة حتى يستتموا ورجع منهم ذات ليلة فتى حديث عهد بعرس بابنة عمه فطرق بيته ودق الباب فلم يفتح له الا بعد هنيهة
(٥٣)