* (ظهور صاحب الطالقان) * وهو محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن علي زين العابدين بن الحسين كان ملازما للمسجد بالمدينة فلزمه شيطان من أهل خراسان وزين له انه أحق بالإمامة وصار يأتيه بحجاج خراسان يبايعونه ثم خرج به إلى الجوزجان وأخفاه وأقبل على الدعاء له ثم حمله على إظهار الدعوة للرضا من آل محمد على عادة الشيعة في هذا الابهام كما قدمناه وواقعه قواد عبد الله بن طاهر بخراسان المرة بعد المرة فهزموه وأصحابه وأخرج ناجيا بنفسه ومر بنسا فوشى به إلى العامل فقبض عليه وبعثه إلى عبد الله بن طاهر فبعثه إلى المعتصم منتصف ربيع أول سنة تسع عشرة فحبسه عند الخادم مسرور الكبير ووكل بحفظه فهرب من محبسه ليلة الفطر من سنته ولم يوقف له على خبر * (حرب الزط) * وهم قوم من أخلاط الناس غلوا على طريق البصرة وعاثوا فيها وأفسدوا البلاد وولوا عليهم رجلا منهم اسمه محمد بن عثمان وقام بأمره اخر منهم اسمه سماق وبعث المعتصم لحربهم في هذه السنة عجيف بن عنبسة في جمادى الآخرة فسار إلى واسط وحاربهم فقتل منهم في معركة ثلثمائة وأسر خمسمائة ثم قتلهم وبعث برؤوسهم إلى باب المعتصم وأقام قبالتهم سبعة أشهر ثم استأمنوا إليه في ذي الحجة آخر السنة وجاؤا بأجمعهم في سبعة وعشرين ألفا المقاتلة منهم اثنا عشر ألفا فعبأهم عجيف في السفن على هيئتهم في الحرب ودخل بهم بغداد في عاشوراء سنة عشرين وركب المعتصم إلى الشماسة في سفينة حتى رآهم ثم غربهم إلى عين زربة فأغارت عليهم الروم فلم يفلت منهم أحد * (بناء سامرا) * كان المعتصم قد اصطنع قوما من أهل الحرف بمصر وسماهم المطاربة وقوما من سمرقند واسروسنة وفرغانة وسماهم الفرغانة وأكثر من صبيانهم وكانوا يركضون الدواب في الطرق ويختلفون بها ركضا فيصدمون النساء والصبيان فتتأذى العامة بهم وربما انفرد بعضهم فقتلوه وتأذى الناس من ذلك ونكروه وربما أسمعوا النكير للمعتصم فعمد إلى بناء القاطون وكانت مدينة بناها الرشيد ولم يستتمها وخربت فجددها المعتصم وبناها سنة عشرين وسماها سر من رأى فرخمها الناس سامرا وسارت دارا لملكهم من لدن المعتصم ومن بعده واستخلف ببغداد حتى انتقل إليها ابنه الواثق
(٢٥٧)