فحملوا على أهل البصرة فهزموهم وقتل ربيعة وولوا مكانه حارثة بن بدر فقاتل وردهم على الاعقاب ونزل الأهواز ثم عزل عن البصرة عبد الله بن الحرث وبعث ابن الزبير عليها الحرث القباع بن أبي ربيعة فزحف الخوارج إلى البصرة وأشار الأحنف بن قيس بتولية المهلب حروبهم وقد كان ابن الزبير ولاه خراسان فكتبوا لابن الزبير بذلك فأجاب واشترطوا للمسلم ما سأل من ولاية ما غلب عليه والإعانة بالأموال فاختار من الجند اثنى عشر ألفا وسار إليهم فدفعهم عن الجسر وجاء حارثة بن بدر بمن كان معه في قتال الخوارج فردهم الحرث إلى المهلب وركب حارثة البحر يريد البصرة فغرق في النهر وسار المهلب وعلى مقدمته ابنه المغيرة فقاتلهم المقدمة ودفعوهم عن سوق الأهواز إلى مادر ونزل المهلب بسولاف وقاتله الخوارج وصدقوا الحملة فكشفوا أصحاب المهلب ثم ترك من الغد قتالهم وقطع دجيل ونزل العقيل ثم ارتحل فنزل قريبا منهم وخندق عليه وأذكى العيون والحرس وجاء منهم عبيدة بن هلال والزبير بن الماخور في بعض الليالي ليبيتوا عسكر المهلب فوجدوهم حذرين وخرج إليهم المهلب من الغد في تعبية والأزد وتميم في ميمنته وبكر وعبد القيس في ميسرته وأهل العالية في القلب وعلى ميمنة الخوارج عبيدة بن هلال اليشكري وعلى ميسرتهم الزبير ابن الماخور واقتتلوا ونزل الصبر ثم شدوا على الناس فأجفل عسكر المهلب وانهزم وسبق المنهزمين إلى ربوة ونادى فيهم فاجتمع له ثلاثة آلاف أكثرهم من الأزد فرجع بهم وقصد عسكر الخوارج واشتد قتالهم ورموهم بالحجارة وقتل عبد الله بن الماخور وكثير منهم وانكفؤا راجعين إلى كرمان وناحية اصبهان منهزمين واستخلفوا عليهم الزبير بن الماخور وأقام المهلب بمكانه حتى جاء مصعب بن الزبير أميرا على البصرة وعزل المهلب (وأما نجدة) وهو نجدة بن عامر بن عبد الله بن سيار بن مفرج الحنفي وكان مع نافع بن الأزرق فلما افترقوا سار إلى اليمامة ودعا أبو طالوت إلى نفسه وهو من بكر ابن وائل وتابعه نجدة ونهب الحصارم بلد بنى حنيفة وكان فيها رقيق كثير يناهز أربعة آلاف فقسمها في أصحابه وذلك سنة خمس وستين واعترض عيرا من البحرين جاءت لابن الزبير فأخذها وجاء بها إلى أبي طالوت فقسمها بين أصحابه ثم رأى الخوارج ان نجدة خير لهم من أبى طالوت فخالفوه وبايعوا نجدة وسار إلى بنى كعب بن ربيعة فهزمهم وأثخن فيهم ورجع نجدة إلى اليمامة في ثلاثة آلاف ثم سار إلى البحرين سنة سبع وستين فاجتمع أهل البحرين من عبد القيس وغيرهم على محاربته وسالمته الأزد والتقوا بالعطيف فانهزمت عبد القيس وأثخن فيهم نجدة وأصحابه وأرسل سرية إلى الخط فظفروا بأهله ولما قدم مصعب بن الزبير البصرة سنة تسع وستين بعث عبد الله
(١٤٦)