عليه اخراج الحرث بن شريح من بلده فأخرجه إلى فاراب واستعمل على الشاش ينزل ابن صالح مولى عمرو بن العاصي ثم سار إلى أرض فرغانة وبعث أمه في اتمام الصلح فجاءت لذلك وأكرمها نصر وعقد لها ورجعت وكان الصغد لما قتل خاقان طمعوا في الرجعة انى بلادهم فلما ولى نصر بعث إليهم في ذلك وأعطوه ما سألوه من الشروط وكان أهل خراسان قد نكروا شروطهم وكان منها أن لا يعاقب من ارتد عن الاسلام إليهم ولا يؤخذ منهم أسرى الا ببينة وحكم وعاب الناس ذلك على نصر لما أمضاه لهم فقال لو عاينتم شكوتهم في المسلمين مثل ما عاينت ما أنكرتم وأرسل إلى هشام في ذلك فأمضاه وذلك سنة ثلاثين وعشرين * (ظهور زيد بن علي ومقتله) * ظهر زيد بن علي بالكوفة خارجا على هشام داعيا للكتاب والسنة والى جهاد الظالمين والدفع عن المستضعفين واعطاء المحرومين والعدل في قسمة الفئ ورد المظالم وأفعال الخير ونصر أهل البيت واختلف في سبب خروجه فقيل ان يوسف بن عمر لما كتب في خالد القسري كتب إلى هشام انه شيعة لأهل البيت وانه ابتاع من زيد أرضا بالمدينة بعشرة آلاف دينار ورد عليه الامن وانه أودع زيدا وأصحابه الوافدين عليه مالا فكان زيد قد قدم على خالد بالعراق هو ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب وداود بن علي ابن عبد الله بن عباس فأجازهم ورجعوا إلى المدينة فبعث هشام عنهم وسألهم فأقروا بالجائزة وحلفوا على ما سوى ذلك وان خالدا لم يودعهم شيئا فصدقهم هشام وبعثهم إلى يوسف فقاتلوا خالدا وصدقهم الآخر وعادوا إلى المدينة ونزلوا القادسية وراسل أهل الكوفة زيدا فعاد إليهم وقيل في سبب ذلك أن زيدا اختصم مع ابن عمه جعفر ابن الحسن المثنى في وقف على ثم مات جعفر فخاصم أخوه عبد الله زيدا وكانا يحضران عند عامل خالد بن عبد الملك بن الحرث فوقعت بينهما في مجلسه مشاتمة وأنكر زيد من خالد إطالته للخصومة وان يستمع لمثل هذا فأغلظ له زيد وسار إلى هشام فجعبه ثم أذن له بعد حين فحاوره طويلا ثم عرض له بأنه ينكر الخلاف وتنقصه ثم قال له اخرج قال نعم ثم لا أكون الا بحيث تكره فسار إلى الكوفة وقال له محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ناشدتك الله الحق بأهلك ولا تأت الكوفة وذكره بفعلهم مع جده وجده يستعظم ما وقع به وأقبل الكوفة فأقام بها مستخفيا ينتقل في المنازل واختلف إليه الشيعة وبايعه جماعة منهم مسلمة بن كهيل ونصر بن خزيمة العبسي ومعاوية بن إسحاق بن زيد ابن حارثة الأنصاري وناس من وجوه أهل الكوفة يذكر لهم دعوته ثم يقول أتبايعون على ذلك فيقولون نعم فيضع يده على أيديهم ويقول عهد الله عليك ومشاقه وذمته وذمة
(٩٨)