وكان يقول أنا ابن شيخي صفين يعنى عليا ومعاوية وكان من بقايا بنى أمية بالشأم وكان من أهل العلم والرواية فادعى لنفسه بالخلافة آخر سنة خمس وتسعين وأعانه الخطاب بن وجه العلس مولى بنى أمية كان متغلبا على صيدا فملك دمشق من يد سليمان ابن المنصور وكان أكثر أصحابه من كلب وكتب إلى محمد بن صالح بن بيهس يدعوه ويتهدده فأعرض عنه وقصد السفياني القيسية فاستجاشوا بمحمد بن صالح فجاءهم في ثلثمائة فارس من الصبات ومواليه وبعث السفياني يزيد بن هشام للقائهم في اثنى عشر ألفا فانهزم يزيد وقتل من أصحابه ألفان وأسر ثلاثة آلاف أطلقهم ابن بيهس وحلقهم ثم جمع جمعا مع ابنه القاسم وخرجوا إلى ابن بيهس فانهزموا وقتل القاسم وبعث برأسه إلى الأمين ثم جمع جمعا آخر وخرجوا إلى ابن بيهس فانهزموا وقتل القاسم وبعث برأسه إلى الأمين ثم جمع جمعا آخر وخرجوا مع مولاه المعتمر فانهزموا وقتل المعتمر فوهن أمر السفياني وطمعت فيه قيس ثم إن ابن بيهس مرض فجمع رؤساء بنى نمير وأوصاهم بيعة مسلمة بن يعقوب بن علي بن محمد بن سعيد بن مسلمة بن عبد الملك بالخلافة وقال لهم تولوه وكيدوا به السفياني فإنكم لا تتقون بأهل بيته وعاد ابن بيهس إلى حوران واجتمعت نمير على مسلمة فبايعوه فقتل منهم وجمع مواليه ودخل على السفياني فقيده وحبس رؤساء بنى أمية وأدنى القيسية وجعلهم بطانة وأفاق ابن بيهس من مرضه فجاء إلى دمشق وحاصرها وسلمها له القيسية في محرم سنة ثمان وتسعين وهرب مسلمة والسفياني إلى المرة وملك ابن بيهس دمشق إلى أن قدم عبد الله بن طاهر دمشق وسار إلى مصر ثم عاد إليها فاحتمل ابن بيهس معه إلى العراق ومات بها * (مسير الجيوش إلى طاهر ورجوعهما بلا قتال) * ولما قتل عبد الرحمن بن جبلة أرسل الفضل بن الربيع عن أسد بن يزيد بن مزيد ودعاه لحرب طاهر بعد أن ولى الأمين الخلافة وشكر لأسد فضل الطاعة والنصيحة وشدة البأس ويمن التقية وطلب منه أرزاق الجند من المال لسنة وألف فرس تحمل من معه بعد إزاحته عللهم بالأموال وأن لا يطلب بحسبان ما يفتتح فقال قد أشططت ولا بد من مناظرة أمير المؤمنين ثم ركب ودخل على الأمين فأمر بحبسه وقيل إنه طلب ولدى المأمون كانا عند أمهما ابنة الهادي ببغداد بحملهما معه فان أطاعه المأمون والا قتلهما فغضب الأمين لذلك وحبسه واستدعى عبد الله بن حميد بن قحطبة فاشتط كذلك فاستدعى أحمد مزيد واعتذر له عن حبس أسد وبعثه لحرب طاهر وأمر الفضل بأن يجهز له عشرين ألف فارس وشفع في أسد ابن أخيه فأطلقه ثم سار وسار معه عبد الله بن حميد بن قحطبة في عشرين ألفا أخرى وانتهوا إلى حلوان وأقاموا ؟؟ وطاهر بموضعه ودس الجرجفين في عسكرهم بأن العطاء والمنع ببغداد
(٢٣٥)