ولى القاهر واستبد بأمره لم يف لهم وكان من أعيانهم الخادم صندل وكان له بدار القاهر خادم اسمه مؤتمن باعه واتصل بالقاهر قبل الخلافة فاستخلفه فلما شرع في التدبير على مؤنس وبليق بعث مؤنسا هذا إلى صندل يمت إليه تقديمه ويدخله في أمر القاهر وإزالة الحجر عنه فقصد إلى صندل وزوجته وتلطف ووصف القاهر بما شاء من محاسن الاخلاق وحمل زوجته على الدخول إلى دار القاهر حتى شافهها بما أراد ابلاغه إلى صندل وداخل صندل في ذلك سيما من قواد الساجية واتفقوا على مداخلة طريف السيكرى في ذلك لعلمهم باستيحاشه من مؤنس فأجابهم على شريطة الابقاء على مؤنس وبليق وابنه وأن لا يزال مؤنس من مرتبته وتحالفوا على ذلك من الجانبين وطلب طريف عهد القاهر بخطه فكتب وزاد فيه أنه يصلى بالناس ويخطب لهم ويحج بهم ويغزو معهم ويتئد لكشف المظالم وغير ذلك من حسن السيرة وكان جماعة من الحجرية قد أبعدهم ابن بليق وأدال منهم بأصحابه فداخلهم طريف في أمر القاهر فأجابوه ونمى الخبر بذلك إلى ابن مقلة والى بليق وأرادوا القبض على قواد الساجية والحجرية ثم خشوا الفتنة ودبروا على القاهر فلم يصلوا إليه لاحتجابه عنهم بالمرض فوضعوا أخبار القرامطة كما قدمناه ولما قبض القاهر على مؤنس ولى الحجابة سلامة الطولوني وعلى الشرطة أحمد بن خاقان واستوزر أبا جعفر محمد بن القاسم بن عبد الله مكان ابن مقلة وأمر بالنداء على المتسترين والوعيد لمن أخفى وطلب أبا أحمد بن المكتفى فظفر به وبنى عليه حائطا فمات ثم ظفر بعلى فقتله ثم شغب الجند في شعبان ومعهم أصحاب مؤنس وثاروا ونادوا بشعاره وطلبوا اطلاقه وأحرقوا روشن دار الوزير أبى جعفر فعمد القاهر إلى بليق في محبسه وأمر به فذبح وحمل الرأسين إلى مؤنس فلما رآهما مؤنس استرجع ولعن قاتلهما فأمر به فذبح وطيف بالرؤس ثم أودعت بالخزانة وقيل إن قتل علي بن بليق تأخر عن قتل أبيه ومؤنس لأنه كان مختفيا فلما ظفر به بعدهما قتله ثم بعث القاهر إلى أبي يعقوب إسحاق بن إسماعيل اليوصحى فأخذ من محبس الوزير محمد بن القاسم وحبسه وارتاب الناس من شدة القاهر وندم الساجية والحجرية على مداخلته في ذلك الامر ثم قبض القاهر على وزيره أبى جعفر وأولاده وأخيه عبيد الله وخدمه لثلاثة أشهر ونصف من ولايته ومات لثمان عشرة ليلة من حبسه واستوزر مكانه أبا العباس أحمد بن عبيد الله بن سليمان الحصيبي ثم استبد القاهر على طريف السيكرى واستخف به فخافه وتنكر ثم أحضره بعد أن قبض على الوزير أبى جعفر فقبض عليه وأودعه السجن إلى أن خلع القاهر * (ابتداء دولة بنى بويه) *
(٣٩٤)