أبا القاسم ابن أخيه أبى عبد الله وأمد أبو طاهر القرمطي أبا الحسن وبعث معه أخويه لحصار البصرة فامتنعت عليهم وأصلحوا بين أبى القاسم وعمه ودخل البصرة وسار منها إلى تورون ببغداد ثم طمع يأنس مولى أبى عبد الله في الرياسة وداخل بعض قواد الديا في الثورة بأبي القاسم واجتمع الديلم إلى القائد وبعث أبو القاسم وليه يأنس فهم به ليفرد بالأمر فهرب يأنس واختفى وتفرق الديلم واختفى القائد ثم قبض عليه ونفاه وقبض عليه يأنس بعد أيام وصادره على مائة ألف دينار وقتله ولما قدم أبو الحسين البريدي إلى بغداد مستأمنا إلى تورون فأمنه وطلب الامداد على ابن أخيه وبذل في ذلك أموالا ثم بعث ابن أخيه من البصرة بالأموال فأقره على عمله وشعر أبو الحسن بذلك فسعى عند ابن تورون في ابن شيرازد إلى أن قبض عليه وضرب واستظهر أبو عبد الله بن أبي موسى الهاشمي بفتاوى الفقهاء والقضاة بإباحة دم أبى الحسين كانت عنده من أيام ناصر الدولة وأحضروا بدار المتقى وسئلوا عن فتاويهم فاعترفوا بأنهم أفتوا بها فقتل وصلب ثم أحرق ونهب داره وكان ذلك منتصف ذي الحجة من السنة وكان ذلك أخرى أمر البريديين * (الصوائف أيام المتقى) * خرج الروم سنة ثلاثين أيام المتقى وانتهوا إلى قرب حلب فعاثوا في البلاد وبلغ سبيهم خمسة آلاف وفيها دخل ثمل من ناحية طرسوس فعاث في بلاد الروم وامتلأت أيدي عسكره من الغنائم وأسر عدة من بطارقتهم وفى سنة احدى وثلاثين بعث ملك الروم إلى المتقى يطلب منه منديلا في بيعة الرها زعموا أن المسيح مسح به وجهه فارتسمت فيه صورته وأنه يطلق فيه عددا كثيرا من أسرى المسلمين واختلف الفقهاء والقضاة في اسعافه بذلك وفيه غضاضة أو منعه ويبقى المسلمون بحال الأسر فأشار عليه على ابن عيسى باسعافه لخلاص المسلمين فأمر المتقى بتسليمه إليهم وبعث إلى ملك الروم من بتسليم الأسرى وفى سنة ثنتين وثلاثين خرجت طوارق من الروس في البحر إلى نواحي أذربيجان ودخلوا في نهر اللكز إلى بردعة وبها نائب المرزبان ابن محمد بن مسافر ملك الديلم بأذربيجان فخرج في جموع الديلم والمطوعة فقتلوهم وقاتلوهم فهزمهم الروس وملكوا البلد وجاءت العساكر الاسلامية من كل ناحية لقتالهم فامتنعوا بها ورماهم بعض العامة بالحجارة فأخرجوهم من البلد وقاتلوا من بقي وغنموا أموالهم واستبدوا بأولادهم ونسائهم واستنفر المرزبان الناس وزحف إليهم في ثلاثين ألفا فقاتلوهم فامتنعوا عليه فأكمن لهم بعض الأيام فهزمهم وقتل أميرهم ونجا الباقون إلى حصن البلد وحاصرهم المرزبان وصابرهم ثم جاءه الخبر بأن أبا عبد الله الحسين بن سعيد
(٤١٧)