أبى القاسم وأخذت أمواله وصودر على مائتي ألف دينار فأعطاها وجاء الملك أبو كاليجار البصرة فأقام بها أياما وولى فيها ابنه عز الملوك ومعه الوزير أبو الفرج ابن فسانجس ثم عاد إلى الأهواز وحمل معه الظهير * (شغب الأتراك على جلال الدولة) * ثم شغب الأتراك على جلال الدولة سنة ثنتين وثلاثين وخيموا بظاهر اللد ونهبوا منها مواضع وخيم جلال الدولة بالجانب الغربي وأراد الرحيل عن بغداد فمنعه أصحابه فاستمد دبيس بن مزيد وقرواشا صاحب الموصل فأمدوه بالعساكر ثم صلحت الأحوال بينهم وعاد إلى داره وطمع الأتراك وكثر نهبهم وتعديهم وفسدت الأمور بالكلية * (ابتداء دولة السلجوقية) * قد تقدم لنا أن أمم الترك في الربع الشرقي الشمالي من المعمور ما بين الصين إلى تركستان إلى خوارزم والشاش وفرغانة وما وراء النهر بخارا وسمرقند وترمذ وان المسلمين أزاحوهم أول الملة عن بلاد ما وراء النهر وغلوهم عليها وبقيت تركستان وكاشغر والشاش وفرغانة بأيديهم يؤدون عليها الجزاء ثم أسلموا عليها فكان لهم بتركستان ملك ودولة نذكرها فيما بعد فان استفحالها كان في دولة بنى سامان جيرانهم فيما وراء النهر وكان في المفازة بين تركستان وبلاد الصين أمم من الترك لا يحصيهم الا خالقهم لاتساع هذه المفازة وبعد أقطارها فإنها فيما يقال مسيرة شهر من كل جهة فكان هنالك احياء بأدون منتجعون رجالة غذاؤهم اللحوم والألبان والذرة في بعض الأحيان ومراكبهم الخيل ومنها كسبهم وعليها قيامهم وعلى الشاء والبقر من بين الانعام فلم يزالوا بتلك القفار مذودين عن العمران بالحامية المالكين له في كل جهة وكان من أممهم الغز والخطأ والتتر وقد تقدم ذكر هؤلاء الشعوب فلما انتهت دولة ملوك تركستان وكان شغر إلى غايتها وأخذت في الاضمحلال والتلاشي كما هو شأن الدول وطبيعتها تقدم هؤلاء إلى بلاد تركستان فأجلبوا عليها بما كان غالب معاشهم في تخطف الناس من السبل وتنازل الرزق بالرماح شأن أهل القفر البادين وأقاموا بمفازة بخارا ثم انقرضت دولة بنى سامان ودولة أهل تركستان واستولى محمود بن سبكتكين من قواد بنى سامان وصنائعهم على ذلك كله وعبر بعض الأيام إلى بخارا فحضر عنده أرسلان ابن سلجوق فقبض عليه وبعث به إلى بلاد الهند فحبسه وسار إلى احيائه فاستباحها ولحق بخراسان وسارت العساكر في اتباعهم فلحقوا بأصبهان وهم صاحبها علاء الدولة ابن كالويه بالغدر بهم وشعروا بذلك فقاتلوه بأصبهان فغلبهم فانصرفوا إلى أذربيجان
(٤٥٠)