فأمسكهم مروان إلى أن تجهز وودعهم وسار على أقرب الطرق فوافاهم ورأى ملك الخزر أن اللقاء على تلك الحال غرر فتأخر إلى أقصى بلاده ودخل مروان فأوغل فيها وخرب وغنم وسبى إلى آخرها ودخل بلاد ملك السرير وفتح قلاعها وصالحوه على ألف رأس نصفها غلمان ونصفها جواري ومائة ألف مد تحمل إلى الباب وصالحه أهل تومان على مائة رأس نصفين وعشرين ألف مد ثم دخل أرض وردكران فصالحوه ثم أتى حمرين وافتتح حصنهم ثم أتى سبدان فافتتحها صلحا ثم نزل صاحب اللكز في قلعته وقد امتنع من أداء الوظيفة فخرج يريد ملك الخزر فأصيب بسهم ومات وصالح أهل اللكز مروان وأدخل عامله وسار مروان إلى قلعة سروان فأطاعوا وسار إلى الرودانية فأوقع بهم ورجع * (خلع الحرث بن شريح بخراسان) * كان الحرث هذا عظيم الأزد بخراسان فخلع سنة ست عشرة ولبس السواد ودعا إلى كتاب الله وسنة نبيه والبيعة للرضا على ما كان عليه دعاة بنى العباس هناك وأقبل إلى الغاربات وجاءته رسل عاصم مقاتل بن حيان النبطي والخطاب بن محرز السلمي فحبسهما وفروا من السجن إلى عاصم بدم الحرث وغدره وسار الحرث من الغاربات إلى بلخ وعليها نصر بن سيار والتجيبي فلقياه في عشرة آلاف وهو في أربعة فهزمهم وملك بلخ واستعمل عليها سليمان بن عبد الله بن حازم وسار إلى الجوزجان عليها ثم سار إلى مرو ونمى إلى عاصم ان أهل مرو يكاتبونه فاستوثق منهم بالقسامة وخرج وعسكر قريبا من مرو وقطع الجسور وأقبل الحرث في ستين ألفا ومعه فرسان الأزد وتميم ودهاقين الجوزجان والغاربات وملك الطالقان وأصلحوا القناطر ثم نزع محمد بن المثنى في ألفين من الأزد وحماد بن عامر الجابي في مثلها من بنى تميم إلى عاصم ولحقوا به ثم اقتتلوا فانهزم الحرث وغرق كثير من أصحابه في نهر مرو وقتلوا قتلا ذريعا وكان ممن غرق حازم ولما قطع الحرث نهر مرو ضرب رواقه واجتمع إليه بها ثلاثة آلاف فارس وكف عاصم عنهم * (ولاية أسد القسري الثانية بخراسان) * كتب عاصم إلى هشام سنة سبع عشرة أن خراسان لا تصلح إلا أن تضم إلى العراق ليكون مددها قريب الغوث فضم هشام خراسان إلى خالد بن عبد الله القسري وكتب إليه ابعث أخاك يصلح ما أفسد فبعث خالد أخاه أسدا فسار على مقدمته محمد بن مالك الهمداني (ولما بلغ عاصم) الخبر راود الحرث بن شريح على الصلح وأن يكتبا جميعا إلى هشام يسألانه الكتاب والسنة فان أبى اجتمعا وأبى بعض أهل خراسان ذلك
(٩٢)