في قلة لهزمهم وفتح مدينتهم وغزا في هذه السنة الوليد بن هشام فأثخن في بلاد الروم وغزا داود بن سليمان سنة ثمان وتسعين ففتح حصن المراة مما يلي ملطية وفى سنة تسع وتسعين بعث عمر بن عبد العزيز مسلمة وهو بأرض الروم وأمده بالنفول بالمسلمين وبعث إليه بالخيل والدواب وحث الناس على معونتهم ثم أمر عمر بن عبد العزيز أهل طريدة بالجلاء عنها إلى ملطية وخربها وكان عبد الله بن عبد الملك قد أسكنها المسلمين وفرض على أهل الجزيرة مسلحة تكون عندهم إلى فصل الشتاء وكانت متوغلة في أرض الروم فخربها عمر وولى على ملطية جعونة بن الحرث من بنى عامر بن صعصعة وأغزى عمر سنة مائة من الهجرة بالصائفة الوليد بن هشام المعيطي وعمر بن قيس الكندي * (فتح جرجان وطبرستان) * كان يزيد بن المهلب يريد فتحهما لما أنهما كانتا للكفار وتوسطتا بين فارس وخراسان ولم يصبهما الفتح وكان يقول وهو في جوار سليمان بالشأم إذا قصت عليه أخبار قتيبة وما يفعله بخراسان وما وراء النهر ما فعلت جرجان التي قطعت الطريق وأفسدت يوسس ونيسابور وليست هذه الفتوح بشئ والشأن في جرجان فلما ولاه سليمان خراسان سار إليها في مائة ألف من أهل العراق والشأم وخراسان سوى الموالى والمتطوعة ولم تكن جرجان يومئذ مدينة انما هي جبال ومخارم يقوم الرجل على باب منها فيمنعه فابتدأ بقهستان فحاصرها وبها طائفة من الترك فكانوا يخرجون فيقاتلون وينهزمون في كل يوم ويدخلون حصنهم ولم يزل على ذلك حتى بعث إليه دهقان بتستاذن يسأل في الصلح ويسلم المدينة وما فيها فصالحه وأخذ ما فيها من الأموال والكنوز والسبي ما لا يحصى وقتل أربعة عشر ألفا من الترك وكتب إلى سليمان بذلك ثم سار إلى جرجان وكان سعيد بن العاصي قد صالحهم على الجزية مائة ألف في السنة فكانوا أحيانا يجبون مائة وأحيانا مائتين وأحيانا ثلثمائة وربما أعطوا ذلك وربما منعوا ثم كفروا ولم يعطوا خراجا ولم يأت جرجان بعد سعيد أحد ومنعوا الطريق إلى خراسان على؟؟ فكان الناس يسلكون على فارس وسلماس ثم فتح قتيبة طريق قومس وبقي أمر جرجان حتى جاء يزيد فصالحوه ولما فتح يزيد قهستان وجرجان طمع في طبرستان فاستعمل عبد الله بن معمر اليشكري على ساسان وقهستان وخلف معه أربعة آلاف فارس وسار إلى أدنى جرجان من جهة طبرستان ونزل بآمد ونسا راشد بن عمر في أربعة آلاف ودخل بلاد طبرستان فسأل صاحبها الاصبهند في الصلح وأن يخرج من طبرستان فأبى يزيد ورجا أن يفتحها ووجه أخاه عيينة من وجه وابنه خالد بن يزيد من وجه وإذا اجتمعا فعيينة على الناس واستجاش الاصبهند
(٧٢)