عليها سنة تسعين ثم إنه تشاغل باللهو والصيد وأعرض عن أمور ملكه ومضى في بعض الأيام إلى سجستان فوثب على فارس الليث بن علي بن الليث وسيكرى مولى عمرو بن الليث فاستوحش منها بعض قوادهما يعرف بأبي قابوس وفارقهما إلى بغداد وأحسن المكتفى إليه ثم كتب إليه طاهر في رد أبى قابوس إليه ويحتسب له ما معه من أموال الجباية فأعرض الخليفة عن ذلك * (الصوائف) * وفى سنة احدى وتسعين خرج الروم إلى الثغور في مائة ألف وقصد جماعة منهم الحدث ثم غزا بالصائفة من طرسوس القائد المعروف غلام زرافة ففتح مدينة أنطاكية وفتحها عنوة فقتل خمسة آلاف من مقاتلتهم وأسر مثلها واستنقذ من أسرى المسلمين مثلها وغنم ستين من مراكب الروم بما فيها من المال والمتاع والرقيق فقسمها مع غنائم أنطاكية فكان السهم ألف دينار وفى سنة ثنتين وتسعين أغار الروم على مرعش ونواحيها فخرج أهل المصيصة وأهل طرسوس فأصيب منهم جماعة فعزل المكتفى أبا العشائر عن الثغور وولى رستم بن بردو فكان على يديه الفداء وفودي ألف من المسلمين ثم أغارت الروم سنة ثلاث وتسعين على موارس من أعمال حلب وقاتلهم أهلها فانهزموا وقتل منهم خلق ودخلها الروم فأحرقوا جامعها وأخذوا من بقي فيها وفى سنة أربع وتسعين غزا ابن كيغلغ من طرسوس فأصاب من الروم أربعة آلاف سبيا واستأمن بطريق من الروم فأسلم ثم عاود ابن كيغلغ الغزو وبلغ سكند وافتتحها وسار إلى اللبس فبلغ خمسين ألف رأس وقتل من الروم خلقا ثم استأمن البطريق المتولي الثغور من جهة الروم إلى المكتفى وخرج بمائتي أسير من المسلمين وكان ملك الروم قد شعر بأمره وبعث من يقبض عليه فقتل الأسرى المسلمون من جاء للقبض عليه وغنموا عسكرهم واجتمع الروم على محاربة البطريق انذوقس وزحف المسلمون لخلاصه وخلاص من معه من الأسرى فبلغوا قونية وخربوها وانصرف الروم وأمر المسلمون في طريقهم بحصن اندوس فخرج معهم بأهله وسار إلى بغداد وفى سنة احدى وتسعين خرج الترك إلى ما وراء النهر في خلق لا يحصون فبعث إليهم إسماعيل عسكرا عظيما من الجند والمطوعة فكبسوهم واستباحوهم وفى سنة ثلاث وتسعين افتتح إسماعيل مدائن كثيرة من بلاد الترك والديلم * (الولايات بالنواحي) * قد ذكرنا ولايات خاقان المفلحي على الري ثم إسماعيل بن أحمد بن سامان بعده وولاية عيسى النوشري على مصر بعد انتزاعها من بنى طولون وولاية أبى العشائر أحمد بن نصر
(٣٥٧)