مغاضبا ثم أذن له الخليفة فيه فأعاده وأرسل مؤيد الملك أبا على الرخجى إلى الأثير عنبر الخادم عند قرواش يستدعيه يعتذر عن الأتراك ثم شغب الأتراك عليه سنة تسع عشرة وحاصروه بداره وطلبوا من الوزير أبى علي بن ماكولا أرزاقهم ونهبوا دوره ودور الكتاب والحواشي وبعث القادر من أصلح بينهم وبينه فسكن شغبهم ثم خالفوا أبا كاليجار بن سلطان الدولة إلى البصرة فملكها ثم ملك كرمان بعد وفاة صاحبها قوام الدولة أبى الفوارس ابن بهاء الدولة كما نذكر في أخبارهم في دولتهم عند افرادها بالذكر فنستوفي أخبارهم ودول سائر بنى بويه وبنى وشمكير وبنى المرزبان وغيرهم من الديلم في النواحي * (مسير جلال الدولة إلى الأهواز) * كان نور الدولة دبيس بن علي بن مزيد صاحب الحلة ولم تكن الحلة يومئذ بمدينة قد خطب لابي كاليجار لمضايقة المقلد بن أبي الأغر الحسن بن مزيد وجمع عليه منيعا أمير بنى خفاجة وعساكر بغداد فخطب هو لابي كاليجار واستدعاه لملك واسط وبها الملك العزيز ابن جلال الدولة فلحق بالنعمانية وتركها وضيق عليه نور الدولة من كل جهة فتفرق ناس من أصحابه وهلك الكثير من أثقاله واستولى أبو كاليجار على واسط ثم خطب له في البطيحة وأرسل إلى قرواش صاحب الموصل وعنده الأثير عنبر يستدعيهما إلى بغداد فانحدر عنبر إلى الكحيل ومات به وقعد قرواش وجمع جلال الدولة عساكره ببغداد واستمد أبا الشوك وغيره وانحدر إلى واسط وأقام هنالك من غير قتال وضاقت عليه الأحوال واعتزم أبو كاليجار على مخالفته إلى بغداد وجاءه كتاب أبى الشوك بزحف عساكر محمود بن سبكتكين إلى العراق ويشير بالصلح والاجتماع لمدافعتهم فأنفذ أبو كاليجار الكتاب لجلال الدولة فلم ينته عن قصده ودخل الأهواز فنهبها وأخذ من دار الامارة مائتي ألف دينار واستباح العرب والأكراد سائر البلد وحمل حريم كاليجار إلى بغداد سبيا فماتت أمه في الطريق وسار أبو كاليجار لاعتراض جلال الدولة وتخلف عنه دبيس لدفع خفاجة عن أصحابه واقتتلوا في ربيع سنة احدى وعشرين ثلاثة أيام فانهزم أبو كاليجار وقتل من أصحابه ألفان ودبيس لما فارق أبا كاليجار وصل إلى بلده وجمع إليه جماعة من قومه وكانوا منتقضين عليه بالجامعين فأوقع بهم وحبس منهم وردهم إلى وفاقه ثم لقى المقلد بن أبي الأغر وعساكر جلال الدولة فانهزم امامهم وأسر جماعة من أصحابه وسار منهزما إلى أبي سنان غريب بن مكين فأصلح حاله مع جلال الدولة وأعاده إلى ولايته على ضمان عشرة آلاف دينار وسمع بذلك المقلد فجمع خفاجة ونهبوا النيل وسورا وأحرقوا منازلها ثم عبر المقلد إلى أبي الشوك فأصلح أمره مع جلال
(٤٤٦)