قتيبة فولاه على نيسابور ثم غزا قتيبة سنة أربع وتسعين إلى ما وراء النهر وفرض البعث على أهل بخارى وكش ونسف وخوارزم فسار منهم عشرون ألف مقاتل فبعثهم إلى الشاش وسار هو إلى خجندة فجمعوا له واقتتلوا مرارا كان الظفر فيها للمسلمين وفتح الجند الذين ساروا إلى الشاش مدينة الشاش وأحرقوها ورجعوا إلى قتيبة وهو على كشان مدينة فرغانة وانصرف إلى مرو ثم بعث الحجاج إليه جيشا من العراق وأمره بغزو الشاش فسار لذلك وبلغه موت الحجاج فرجعوا إلى مرو * (خبر يزيد بن المهلب واخوته) * كان الحجاج قد حبس يزيد واخوته سنة ست وثمانين وعزل حبيب بن المهلب عن كرمان فأقاموا في محبسهم إلى سنة تسعين وبلغه أن الأكراد غلبوا على فارس فعسكر قريبا من البصرة للبعث وأخرج معه بنى المهلب وجعلهم في فسطاط قريبا منه ورتب عليهم الحرس من أهل الشأم ثم طلب منهم ستة آلاف ألف وأمر بعذابهم وبكت أختهم هند بنت المهلب زوجة الحجاج فطلقها ثم كف عنهم وجعل يستأدبهم وبعثوا إلى أخيهم مروان وكان على البصرة أن يعدلهم خيلا وكان حبيب منهم يعذب بالبصرة فصنع يزيد للحرس طعاما كثيرا وأمر لهم بشراب فأقاموا يتعاقرون واستغفلهم يزيد والمفضل وعبد الملك وخرجوا ولم يفطنوا لهم ورفع الحرس خبرهم إلى الحجاج فخشيهم على خراسان وبعث البريد إلى قتيبة يخبرهم ليحذرهم وكان يزيد قد ركب السفن إلى البطائح واستقبلته الخيل المعدة له هناك وساروا إلى الشأم على السماوة ومعهم دليل من كاب ونمى خبرهم إلى الحجاج فبعث إلى الوليد بذلك وقدموا إلى فلسطين فنزلوا على وهيب بن عبد الرحمن الأزدي وكان كريما على سليمان فأخبره بحالهم وانهم استجاروا به من الحجاج فقال ائتني بهم فقد أجرتهم وكتب الحجاج إلى الوليد ان بنى المهلب خانوا مال الله وهربوا منى فلحقوا بسليمان فسكن ما به لأنه كان خشيهم على خراسان كما خشيهم الحجاج وكان غضبا للمال الذي ذهبوا به فكتب سليمان إلى الوليد ان يزيد عندي وقد أمنته وكان الحجاج أغرمه ستة آلاف ألف فأد نصفها وأنا أؤدي النصف فكتب الوليد لا أؤمنه حتى تبعث به فكتب سليمان لاجيئن معه فكتب الوليد اذن لا أؤمنه فقال يزيد لسليمان لا يتشاءم الناس بي لكما فاكتب معي وتلطف ما أطقت فأرسله وارسل معه ابنه أيوب وكان الوليد أمر أن يبعث مقيدا فقال سليمان لابنه ادخل على عمك أنت ويزيد في سلسلة فقال الوليد لما رأى ذلك لقد بلغنا من سليمان ثم دفع أيوب كتاب أبيه بالشفاعة وضمان المال عن يزيد فقرأه الوليد واستعطفه أيوب في ذمة أبيه وجواره وتكلم يزيد واعتذر فأمنه الوليد ورجع إلى سليمان وكتب الوليد إلى الحجاج
(٦٤)