ثم بعث المقتفى عساكره لحصار تكريت مع ابن الوزير عون الدين والأمير ترشك من خواصه وغيرهما ووقع بينه وبين ابن الوزير منافرة خشى لها ترشك على نفسه فصالح الشحنة صاحب تكريت وقبض على ابن الوزير والأمراء وحبسهم صاحب تكريت وغرق كثير منهم وسار ترشك والشحنة إلى طريق خراسان فعاثوا فيها وخرج المقتفى في اتباعهم فهربا بين يديه ووصل تكريت وحاصرها أياما ثم رجع إلى بغداد وبعث سنة تسع وأربعين بتكريت في ابن الوزير وغيره من المأمورين فقبض على الرسول فبعث إليهم عسكرا فامتنعوا عليه فسار المقتفى بنفسه في صفر من سنته وملك تكريت وامتنعت عليه القلعة فحاصرها ورجع في ربيع ثم بعث الوزير عون الدين في العساكر لحصارها واستكثر من الآلات وضيق عليها ثم بلغه الخبر بأن شحنة مسعود وترشك وصلا في العساكر ومعهم الأمير البقش كون وانهما استحثا الملك محمدا لقصد العراق فلم يتهيأ له فبعث هذا العسكر معهم وانضاف إليهم خلق كثير من التركمان فسار المقتفى للقائهم وبعث الشحنة مسعود عن أرسلان ابن السلطان طغرل بن محمد وكان محبوسا بتكريت فأحضره عنده ليقاتل به المقتفى والتقوا عند عقر بابل فتنازلوا ثمانية عشر يوما ثم تناجزوا آخر رجب فانهزمت ميمنة المقتفى إلى بغداد ونهبت خزائنه وثبت هو واشتد القتال وانهزمت عساكر العجم وظفر المقتفى بهم وغنم أموال التركمان وسبى نساءهم وأولادهم ولحق البقش كون ببلد المحلو وقلعة المهاكين وأرسلان بن طغرل ورجع المقتفى إلى بغداد أول شعبان وقصد مسعود الشحنة وترشك بلد واسط للعيث فيها فبعث المقتفى الوزير ابن هبيرة في العساكر فهزمهم ثم عاد فلقيه المقتفى سلطان العراق وأرسلان بن طغرل وبعث إليه السلطان محمد في احضاره عنده ومات البقش في رمضان من سنته وبقي أرسلان مع ابن البقش وحسن الخازندار فحملاه إلى الجبل ثم سارا به إلى الركن زوج أمه وهو أبو البهلوان وأرسلان وطغرل الذي قتله خوارزم شاه وكان آخر السلجوقية ثلاثتهم اخوة لام ثم سار المقتفى سنة خمسين إلى دقوقا فحاصرها أياما ثم رجع عنها لأنه بلغه ان عسكر الموصل تجهز لمدافعته عنها فرحل * (استيلاء شملة على خوزستان) * قد ذكرنا من قبل شأن شملة وأنه من التركمان واسمه ايدغدى وانه كان من أصحاب خاص بك التركماني وهرب يوم قتل السلطان محمد صاحبه خاص بك بعد أن حذره منه فلم يقبل ونجا من الواقعة فجمع جموعا وسلر يريد خوزستان وصاحبها يومئذ ملك شاه ابن السلطان محمود بن محمد وبعث المقتفى عساكره لذلك فلقيهم شملة في رجب وهزمهم وأسر وجوههم ثم أطلقهم وبعث إلى الخليفة يعتذر فقبل عذره وسار إلى خوزستان
(٥١٧)