عند طغرلبك مع رسوله فلما وصلوا إلى الخيام نهبها الغز ونهبوا رسل القائم معهم ثم قبض طغرلبك على الملك الرحيم ومن معه وبعث بالملك الرحيم إلى قلعة السيروان فحبس بها وكان ذلك لست سنين من ملكه ونهب في تلك الهيعة قريش بن بدران صاحب الموصل ومن معه من العرب ونجا سليبا إلى خيمة بدر بن المهلهل واتصل بطغرلبك خبره فأرسل إليه وخلع عليه وأعاده إلى مخيمه وبعث القائم إلى طغرلبك بإنكار ما وقع في اخفار ذمته في الملك الرحيم وأصحابه وانه يتحول عن بغداد فأطلق له بعضهم بلكسكسالربه وأنزع الاقطاعات من يد أصحابه الملك الرحيم فلحقوا بالبساسيري وكثر جمعه وبعث طغرلبك إلى دبيس بالطاعة وانفاذ البساسيري فخطب له في بلاده وطرد البساسيري فسار إلى رحبة ملك وكاتب المستنصر العلوي صاحب مصر وأمر طغرلبك بأخذ أموال الأتراك الجند وأهملهم وانتشر الغز السلجوقية في سواد بغداد فنهبوا الجانب الغربي من تكريت إلى النيل والجانب الشرقي إلى النهر وانات وخرب السواد وانجلى أهله وضمن السلطان طغرلبك البصرة والأهواز من هزار شب بن شكر بن عياض بثلثمائة وستين ألف دينار وأقطعه ارجان وأمره أن يخطب لنفسه بالأهواز دون ما سواها وأقطع أبا علي بن كاليجار ويسين وأعمالها وأمر أهل الكرخ بزيادة الصلاة خير من النوم في نداء الصبح وأمر بعمارة دار المملكة وانتقل إليها في شوال وتوفى ذخيرة الدين أبو العباس محمد بن القائم بالله في ذي القعدة من هذه السنة ثم انكح السلطان طغرلبك من القائم بالله خديجة بنت أخيه داود واسمها أرسلان خاتون وحضر للعقد عميد الملك الكندي وزير طغرلبك وأبو على ابن أبي كاليجار وهزار شب بن شكر بن عياض الكردي وابن أبي الشوك وغيرهم من أمراء الأتراك من عسكر طغرلبك وخطب رئيس الرؤساء وولى العقد وقبل الخليفة بنفسه وحضر نقيب النقباء أبو علي بن أبي تمام ونقيب العلويين عدنان ابن الرضى والقاضي أبو الحسن الماوردي وغيرهم * (انتقاض أبى الغنائم بواسط) * كان رئيس الرؤساء سعى لابي الغنائم بن المجلبان في ولاية واسط وأعمالها فوليها وصادر أعيانها وجند جماعة وتقوى بأهل البطيحة وخندق على واسط وخطب للمستنصر العلوي بمصر فسار أبو نصر عميد العراق لحربه فهزمه وأسر من أصحابه ووصل إلى السور فحاصره حتى تسلم البلد ومر أبو الغنائم ومعه الوزير بن فسانجس ورجع عميد العراق إلى بغداد بعد أن ولى على واسط منصور بن الحسين فعاد ابن فسانجس إلى واسط وأعاد خطبة العلوي وقتل من وجده من الغز ومضى منصور بن الحسين إلى المدار
(٤٦٠)