بأمرهم وكان على خوارزم أحمد بن محمد بن طاهر فبعث قائده أبا العباس النوفلي إلى نيسابور في خمسة آلاف مقاتل وخرج أحمد امامهم وأقام قريبا منهم وأفحش النوفلي في القتل والصرب والتشويه وبعث إليه الخجستاني فنهاه عن مثل ذلك فضرب الرسل فلحق أهل نيسابور بالخجستاني واستدعوه وجاؤا به وقبض على النوفلي وقتله ثم بلغه ان إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبد الله بن طاهر بمرو فسار إليه من أسورد في يوم وليلة وقبض عليه وولى عليها موسى البلخي ثم وافاها الحسين بن طاهر فأحسن فيهم السيرة ووصل إليه نحو عشرين ألف درهم وكان الخجستاني لما بلغه أخذ والدته من نيسابور وهو بطخارستان سار مجدا فلما بلغ هراة أتاه غلام لابي طلحة مستأمنا فأمنه وقر به فغص به وغلامه الخالصة عنده والجنود وطلب الفرصة في قتل الخجستاني وكان قد غور ساقية قطلغ فاتفقا على قتله فقتلاه في شوال سنة ثمان وستين وأنفذ دامجور خاتمه إلى الإسطبل مع جماعة فركبوا الدواب وساروا بالخبر إلى أبي طلحة ليستقدموه وأبطأ ظهوره على القواد فدخلوا فوجدوه قتيلا وأخبرهم صاحب الإسطبل بخبر الخاتم والدواب وطلبوا دامجور فلم يجدوه ثم عثروا عليه بعد أيام فقتلوه واجتمعوا على رافع بن هرثمة وكان من خبره ما نذكره * (استيلاء الصفار على الأهواز) * ثم سار يعقوب الصفار من فارس إلى الأهواز وأحمد بن كيتونة قائد مسرور البلخي على الأهواز مقيم على تستر فرحل عنها ونزل يعقوب جندسابور ففر كل من كان في تلك النواحي من عساكر السلطان وبعث إلى الأهواز من أصحابه الخضر بن المعير فافرج عنها علي بن ابان والزنج ونزلوا السدرة ودخل خضر الأهواز وأقام أصحاب الخضر وابن ابان يغير بعضهم على بعض ثم فر ابن ابان وسار إلى الأهواز فأوقع بالخضر وفتك في أصحابه وغنم ولحق الخضر بعسكر مكرم واستخرج ابن ابان ما كان بالأهواز ورجع إلى نهر السدرة وبعث يعقوب إلى الخضر مددا وأمره بالكف عن قتال الزنج والمقام بالأهواز فأبى ابن أبان من ذلك إلا أن ينقل طعاما ما كان هناك فنقله وتوادعوا * (استيلاء الزنج على واسط) * قد تقدم لنا واقعة اغرتمش مع سليمان بن جامع وظفر سليمان به فلما انقضى أمره سار سليمان إلى صاحب الخبيث ومر في طريقه بعسكر تكين البخاري وهو ببردود فلما حاذاه قريبا أشار عليه الجناني أن يغير على العسكر في البحر ويستطرد لهم لينتهزوا منهم الفرصة ففعل وجاء مستطردا وقد أكمنوا لهم الكمناء حتى أجازوا موضع الكمائن
(٣١٦)