أبو الحسين بن ميمون والكتاب والقضاة وأعيان الناس وبعث إليه المتقى بالتهنئة والطعام وكان يخاطب بالوزير ثم قبض على الوزير أبى الحسين لشهرين من وزارته وحبسه بالبصرة وطلب من المتقى خمسمائة ألف دينار للجند وهدده بما وقع للمعتز والمستعين والمهتدى فبعث بها إليه ولم يلقه مدة مقامه ببغداد ولما وصله المال من المتقى شغب الجند عليه في طلبه وجاء الديلم إلى دار لأخيه أبى الحسين ثم انضم إليهم الترك وقصدوا دار أبى عبد الله فقطع الجسر ووثب العامة على أصحابه وهرب هو وأخوه وابنه أبو القاسم وأصحابهم وانحدروا إلى واسط وذلك سلخ رمضان لأربعة وعشرين يوما من قدومه * (امارة كورتكين الديلمي) * ولما هرب ابن البريدي استولى كورتكين على الأمور ببغداد ودخل إلى المتقى فقلده أمارة الأمراء وأحضر علي بن عيسى وأخاه عبد الرحمن فدبرا الأمور ولم يسمهما بوزارة واستوزر أبا إسحاق محمد بن أحمد الإسكافي القراريطي وولى على الحجبة بدرا الجواشيني ثم قبض كورتكين على بكتيك مقدم الأتراك خامس شوال وغرقه واقتتل الأتراك والديلم وقتل بينهما خلق وانفرد كورتكين بالأمر وقبض على الوزير أبى اسحق القراريطي لشهر ونصف من وزارته وولى مكانه أبا جعفر محمد بن القاسم الكرخي * (عود ابن رائق إلى بغداد)) * قد تقدم لنا أن جماعة من أتراك يحكم لما انفضوا عن المتقى ساروا إلى الموصل ثم ساروا منها إلى ابن رائق بالشام وكان من قوادهم تورون وجحجح وكورتكين وصيقوان فأطمعوه في بغداد ثم جاءته كتب المتقى يستدعيه فسار آخر رمضان واستخلف بالشأم أبا الحسن أحمد بن علي بن مقاتل وتنحى ناصر الدولة بن حمدان على طريقه ثم حمل إليه مائة ألف دينار وصالحه وبلغ الخبر إلى أبي عبد الله بن البريدي فبعث اخوته إلى واسط وأخرج الديلم عنها وخطبوا له بها وخرج كورتكين عن بغداد إلى عكبرا فقاتله ابن رائق أياما ثم أسرى له ليلة عرفة فأصبح ببغداد من الجانب الغربي ولقى الخليفة وركب معه في دجلة ووصل كورتكين آخر النهار فركب ابن رائق لقتاله وهو مرجل واعتزم على العود إلى الشأم ثم طائفة من عسكره ليعبروا دجلة ويأتوا من ورائهم وصاحت العامة مع ابن رائق بكورتكين وأصحابه ورجموهم فانهزموا واستأمن منهم نحو أربعمائة فقتلوا وقتل قواده وخلع المتقى على ابن رائق وولاه أمير الأمراء وعزل الوزير أبا جعفر الكرخي لشهر من ولايته وولى مكانه أحمد الكوفي وظفر بكورتكين فحبسه بدار الخلافة
(٤١١)