ما أنهى إليه فرده إلى خراسان وولى على الري وطبرستان ودنباوند وقومس وهمذان وبعث على ابنه عيسى لحرب خاقان سنة ثمان وثمانين فهزمه وأسر اخوته وانتقض على ابن عيسى رافع بن الليث بن نصر بن سيار بسمرقند وطالت حروبه معه وهلك في بعضها ابنه عيسى ثم إن الرشيد نقم على علي بن عيسى أمورا منها استخفافه بالناس واهانته أعيانهم ودخل عليه يوما الحسين بن مصعب والد طاهر فأغلظ له في القول وأفحش في السب والتهديد وفعل مثل ذلك بهشام بن فأما الحسين فلحق بالرشيد شاكيا ومستجيرا وأما هشام فلزم بيته وادعى أنه بعلة الفالج حتى عزل على وكان مما نقم عليه أيضا أنه لما قتل ابنه عيسى في حرب رافع بن الليث أخبر بعض جواريه انه دفن في بستانه ببلخ ثلاثين ألف دينار وتحدث الجواري بذلك فشاع في الناس ودخلوا البستان ونهبوا المال وكان يشكو إلى الرشيد بقلة المال ويزعم أنه باع حلى نسائه فلما سمع الرشيد هذا المال استدعى هرثمة بن أعين وقال له وليتك خراسان وكتب له بخطه وقال له اكتم أمرك وامض كأنك مدد وبعث معه رجاء الخادم فسار إلى نيسابور وولى أصحابه فيها ثم سار إلى مرو ولقيه علي بن عيسى فقبض عليه وعلى أهله وأتباعه وأخذ أمواله فبلغت ثمانين ألف ألف وبعث إلى الرشيد من المتاع وقر خمسمائة بعير وبعث إليه بعلى بن عيسى على بعير من غير غطاء ولا وطاء وخرج هرثمة إلى ما وراء النهر وحاصر رافع بن الليث بسمرقند إلى أن استأمن فأمنه وأقام هرثمة بسمرقند وكان قدم مرو سنة ثلاث وتسعين * (إبداع كتاب العهد) * وفى سنة ست وثمانين حج الرشيد وسار من الأنبار ومعه أولاده الثلاثة محمد الأمين وعبد الله المأمون والقاسم وكان قد ولى الأمين العهد وولاه العراق والشأم إلى آخر الغرب وولى المأمون العهد بعده وضم إليه من همذان إلى آخر المشرق وبايع لابنه القاسم من بعد المأمون ولقبه المؤتمن وجعل خلعه واثباته للمأمون وجعل في حجر عبد الملك صالح وضم إليه الجزيرة والثغور والعواصم ومر بالمدينة فأعطاه فيها ثلاثة أعطية عطاء منه ومن الأمين ومن المأمون فبلغ ألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار ثم سار إلى مكة فأعطى مثلها وأحضر الفقهاء والقضاة والقواد وكتب كتابا أشهد فيه على الأمين بالوفاء للمأمون وآخر على المأمون بالوفاء للأمين وعلق الكتابين في الكعبة وجدد عليها العهود هنالك ولما شخص إلى طبرستان سنة تسع وثمانين وأقام بها أشهد من حضره أن جميع ما في عسكره من الأموال والخزائن والسلاح والكراع للمأمون وجدد له البيعة عليهم وأرسل إلى بغداد فجدد له البيعة على الأمين
(٢٢٢)