وإذا سكران من أهل الشأم فشكت إليه ابنة عمه مراودته إياها فقال لها ائذني له فأذنت له وجاء فقتله الفتى وخرج إلى العسكر وقال ابعثي إلى الشاميين وارفعي إليهم صاحبهم فأحضروها عند الحجاج فأخبرته فقال صدقت وقال للشاميين لا قود له ولا عقل فإنه قتيل الله إلى النار ثم نادى مناديه لا ينزل أحد على أحد وبعث الرواد فارتادوا له مكان واسط ووجد هناك راهبا ينظف بقعته من النجاسات فقال ما هذه قال نجد في كتبنا أنه ينشأ ههنا مسجد للعبادة فاختط الحجاج مدينة واسط هنالك وبنى المسجد في تلك البقعة * (عزل يزيد عن خراسان) * يقال ان الحجاج وفد إلى عبد الملك ومر في طريقه براهب قيل له ان عنده علما من الحدثان فقال هل تجدون في كتابكم ما أنتم فيه قال نعم فقال مسمى أو موصوفا قال موصوفا قال فما تجدون صفة ملكنا قال صفته كذا قال ثم من قال آخر اسمه الوليد قال ثم من قال آخر اسمه ثقفي قال فمن تجد بعدي قال رجل يدعى يزيد قال أتعرف صفته قال لا أعرف صفته إلا أنه يغدر غدرة فوقع في نفس الحجاج أنه يزيد بن المهلب ووجل منه وقدم على عبد الملك ثم عاد إلى خراسان وكتب إلى عبد الملك يذم يزيد وآل المهلب وأنهم زبيرية فكتب إليه ان وفاءهم لآل الزبير يدعوهم إلى الوفاء لي فكتب ليه الحجاج يخوفه غدرهم وما يقول الراهب فكتب إليه عبد الملك انك أكثرت في يزيد فانظر من تولى مكانه فسمى له قتيبة بن مسلم فكتب له أن يوليه وكره الحجاج أن يكاتبه بالعزل فاستقدمه وأمره أن يستخلف أخاه المفضل واستشار يزيد حصين بن المنذر الرقاشي فقال له أقم واعتل وكاتب عبد الملك فإنه حسن الرأي فيك نحن أهل بيت بورك لنا في الطاعة وأنا أكره الخلاف وأخذ يتجهز وأبطأ فكتب الحجاج إلى المفضل بولاية خراسان واستلحاق يزيد فقال إنه لا يضرك بعدي وانما ولاك مخافة أن امتنع وخرج يزيد في ربيع سنة خمس وثمانين ثم عزل المفضل لتسعة أشهر من ولايته وولى قتيبة بن مسلم وقيل سبب عزل اليزيد أن الحجاج أذل العراق كلهم الا آل المهلب وكان يستقدم يزيد فيعتل عليه بالعدا والحروب وقيل كتب إليه أن يغزو خوارزم فاعتذر إليه بأنها قليلة السلب شديدة الكلف ثم استقدمه بعد ذلك فقال انى أغزو خوارزم فكتب الحجاج لا تغزها فغزاها وأصاب سبيا وصالحه أهلها وانفتل في الشتاء وأصاب الناس البرد فتدثروا بلباس الأسرى فبقوا عرايا وقتلهم المفضل ولما ولى المفضل خراسان غزا باذغيس ففتحها وأصاب مغنما فقسمه ثم غزا شومان فغنم وقسم ما أصابه * (مقتل موسى بن حازم) *
(٥٤)