من يأخذه في صحبته فخرج الوليد في ناس من خاصته ومواليه وخلف كاتبه عياض ابن مسلم ليكاتبه بالأحوال فضربه هشام وحبسه ولم يزل الوليد مقيما بالبرية حتى مات هشام وجاءه مولى أبى محمد السفياني على البريد بكتاب سالم بن عبد الرحمن صاحب ديوان الرسائل بالخبر فسأل عن كاتبه عياض فقال لم يزل محبوسا حتى مات هشام فأرسل إلى الحراق أن يحتفظوا بما في أيديهم حتى منعوا هشاما من شئ طلبه ثم خرج بعد موته من الحبس وختم أبواب الخزائن ثم كتب الوليد من وقته إلى عمه العباس ابن عبد الملك أن يأتي الرصافة فيحصى ما فيها من أموال هشام وولده وعماله وخدمه الا مسلمة بن هشام فإنه كان يراجع أباه في الرفق بالوليد فانتهى العباس لما أمر به الوليد ثم استعمل الوليد العمال وكتب إلى الآفاق بأخذ البيعة فجاءته بيعتهم وكتب مروان ببيعته واستأذن في القدوم ثم عقد الوليد من سنته لابنيه الحكم وعثمان بعده وجعلهما وليي عهده وكتب بذلك إلى العراق وخراسان * (ولاية نصر للوليد على خراسان) * وكتب الوليد في سنته إلى نصر بن سيار بولاية خراسان وأفرده بها ثم وفد يوسف بن عمر على الوليد فاشترى منه نصرا وعماله فرد إليه الوليد خراسان وكتب يوسف إلى نصر بالقدوم ويحمل معه الهدايا والأموال وعياله جميعا وكتب له الوليد بأن يتخذ له برابط وطنابير وأباريق ذهب وفضة ويجمع له البراذين الغرة ويجمع بذلك إليه في وجوه أهل خراسان واستحثه رسول يوسف فأجازه ثم سار واستخلف على خراسان عصمة بن عبد الله الأسدي وعلى شاش موسى بن ورقاء وعلى سمرقند حسان بن من أهل الصغانيان وعلى آمد مقاتل بن علي الصغدي وأسر إليهم أن يداخلوا الترك من في المسير إلى خراسان ليرجع إليهم وبينا هو في طريقه إلى العراق ببيهق لقيه مولى لبنى ليث وأخبره بقتل الوليد والفتنة بالشأم وان منصور بن جمهور قدم العراق وهرب يوسف بن عمر فرجع بالناس * (مقتل يحيى بن زياد) * كان يحيى بن زياد سار بعد قتل أبيه وسكون الطلب عنه كما مر فأقام عنه الحريش ابن عمر ومروان في بلخ ولما ولى الوليد كتب إلى نصر بأن يأخذه من عند الحريش فأحضر الحريش وطالبه بيحيى فأنكر فضربه ستمائة سوط فجاء ابنه قريش ودله على يحيى فحبسه وكتب إلى الوليد فأمره أن يخلى سبيله وسبيل أصحابه فأطلقه نصر وأمره أن يلحق بالوليد فسار وأقام بسرخس فكتب نصر إلى عبد الله بن قيس بن عياد يخرجه عنها فأخرجه إلى بيهق وخاف يحيى بن يوسف بن عمر فسار إلى نيسابور وبها عمر
(١٠٤)