وربيعة في يد حمدان ومصر والشأم في يد ابن طغج والمغرب وإفريقية في يد العبيديين والأندلس في يد عبد الرحمن بن الناصر من ولد عبد الرحمن الداخل وما وراء النهر في يد بنى سامان وطبرستان في يد الديلم والبحرين واليمامة في يد أبى الطاهر القرمطي ولم يبق لنا من الاخبار الا ما يتعلق بالخلافة فقط في نطاقها المتضايق أخيرا وان كانت مغلبة وهي أخبار ابن رائق والبريدي وأما غير ذلك من الاعمال التي اقتطعت كما ذكرناه فنذكر أخبارها منفردة ونسوق المستبدين دولا كما شرطناه أول الكتاب ثم كتب ابن رائق عن الراضي إلى أبي الفضل بن جعفر بن الفرات وكان على الخراج بمصر والشأم وظن أنه بوزارته تكون له تلك الجباية فوصل إلى بغداد وولى وزارة الراضي وابن رائق جميعا * (وصول يحكم مع ابن رائق) * كان يحكم هذا من جملة مرداويح قائد الديلم ببلاد الجيل وكان قبله في جملة ما كان ابن كالى ومن مواليه وهبه له وزيره أبو على الفارض ثم فارق ما كان مع من فارقه إلى مرداويح وكان مرداويح قد ملك الري وأصبهان والأهواز وضخم ملكه وصنع كراسي من ذهب وفضة للجلوس عليها هو وقواده ووضع على رأسه تاجا مظنة تاج كسرى وأمر أن يخاطب بشاهنشاه واعتزم على قصد العراق والاستيلاء عليه وتجديد قصور كسرى بالمدائن وكان في خدمته جماعة من الترك ومنهم يحكم فأساء ملكهم وعسكرهم فقتلوه سنة ثلاث وعشرين بظاهر اصبهان كما نذكره في أخبارهم واجتمع الديلم والجيل بعده على أخيه وشمكير بن زيار وهو والد قابوس ولما قتل مرداويح افترق الأتراك فرقتين ففرقة سارت إلى عماد الدولة بن بويه بفارس والأخرى وهي الأكثر سارت نحو الجبل عند يحكم فجبوا خراج الدينور وغيرها ثم ساروا إلى النهروان وكاتبوا الراضي في المسير إليه فأذن لهم وارتاب الحجرية بهم فأمرهم الوزير بالرجوع إلى بلد الجيل فغضبوا واستدعاهم ابن رائق صاحب واسط والبصرة فمضوا إليه وقدم عليهم يحكم وكان الأتراك والديلم من أصحاب مرداويح فجاءته جماعة منهم فأحسن إليهم والى يحكم وسماه الرائقي نسبة إليه وأذن له أن يكتبه في مخاطباته * (مسير الراضي وابن رائق لحرب ابن البريدي) * ثم اعتزم ابن رائق سنة خمس وعشرين على الراضي في المسير إلى واسط لطلب ابن البريدي في المال ليكون أقرب لمناجزته فانحدر في شهر محرم وارتاب الحجرية بفعله مع الساجية فتخلفوا ثم تبعوه فاعترضهم وأسقط أكثرهم من الديوان فاضطربوا وثاروا
(٤٠٢)