وتفاوضوا في النكير على على ومعاوية ولما قتل الحسين تغيب على ملحمته وسأل عنه ابن زياد فلم يره ثم لقيه فأساء عذله وعرض له بالكون مع عدوه فأنكر وخرج مغضبا وراجع ابن زياد رأيه فيه فطلبه فلم يجده فبعث عنه فامتنع وقال أبلغوه انى لا آتيه طائعا أبدا وأتى منزل أحمد بن زياد الطائي فاجتمع إليه أصحابه وخرج إلى المدائن ومضى لمصارع الحسين وأصحابه فاستغفر لهم ولما مات يزيد ووقعت الفتنة اجتمع إليه أصحابه وخرج بنواحي المدائن ولم يعترض للقتل ولا للمال انما كان يأخذ مال السلطان متى لقيه فيأخذ منه عطاءه وعطاء أصحابه ويرد الباقي ويأخذ لصاحب المال بما أخذ وحبس المختار امر أنه بالكوفة وجاء فأخرجها من الحبس وأخرج كل من فيه وأراد المختار أن يسطو به فمنعه إبراهيم بن الأشتر إلى الموصل لقتال ابن زياد ثم فارقه ولم يشهد معه وشهد مع مصعب قتال المختار وقتله ثم أغرى به مصعب فحبسه وشفع فيه رجال من وجوه مذحج فشفعهم وأطلقه وأتى إليه الناس يهنونه فصرح بأن أحدا لا يستحق بعد الأربعة ولا يحل أن يعقد لهم بيعة في أعناقنا فليس لهم علينا من الفضل ما يستحقون به ذلك وكلهم عاص مخالف قوى الدنيا ضعيف الآخرة ونحن أصحاب الأيام مع فارس ثم لا يعرف حقنا وفضلنا وانى قد أظهرت لهم العداوة وخرج للحرب فأغار فبعث إليه مصعب سيف بن هانئ المرادي يعرض عليه الطاعة على أن يعطيه قطعة من بلاد فارس فأبى فسرح إليه الأبرد بن فروة الرياحي في عسكر فهزمه عبيد الله فبعث إليه حريث بن زيد فهزمه فقتله فبعث إليه الحجاج بن حارثة الخثعمي ومسلم بن عمر فقاتلهما بنهر صرصر وهزمهما فأرسل إليه مصعب بالأمان والولاية فلم يقبل وأتى إلى فرس فهرب دهقانها بالمال وتبعه ابن الحر إلى عين النمر وعليه بسطام بن معقلة بن هبيرة الشيباني فقاتل عبيد الله وأوفاهم الحجاج بن حارثة فهزمهما عبيد الله وأسرهما وأخذ المال الذي مع الدهقان وأقام بتكريت ليجبي الخراج فسرح مصعب لقتاله الأبرد بن فروة الرياحي والجون بن كعب الهمداني في ألف وأمدهم المهلب بيزيد بن المعقل في خمسمائة وقاتلهم عبيد الله يومين في ثلثمائة ثم تحاجزوا وقال لأصحابه انى سائر بكم إلى عبد الملك فتجهزوا ثم قال انى خائف أن أموت ولم أذعر مصعبا وقصد الكوفة وجاءته العساكر من كل جهة ولم يزل يهزمهم ويقتل منهم بنواحي الكوفة والمدائن وأقام يغير بالسواد ويجبى الخراج ثم لحق بعبد الملك فأكرمه وأجلسه معه على سريره وأعطاه مائة ألف درهم وقسم في أصحابه الأعطيات وسأل من عبد الملك أن يوجه معه عسكر القتال مصعب فقال سر بأصحابك وادع من قدرت عليه وأنا ممدك بالرجال فسار نحو الكوفة ونزل بناحية الأنبار وأذن
(١٤٩)