على أن لا يقاتله فلما قارب أمية نيسابور سار إليه بجير وعرفه عن أمور خراسان وما يحسن به طاعة أهلها وحذره غدر بكير وجاء معه إلى مرو فلم يعرض أمية لبكير ولا لعماله وعرض عليه شرطته فأبى وقال لا أحمل الجزية اليوم وقد كانت تحمل إلى بالأمس وأراد أن يوليه بعض النواحي من خراسان فحذره بجير منه ثم ولى أمية ابنه عبد الله على سجستان فنزل بستا وغزا رتبيل الذي ملك على الترك بعد المقتول الأول وكان هائبا للمسلمين فراسلهم في الصلح وبعث ألف ألف وبعث بهدايا ورقيق فأبى عبد الله من قبولها وطلب الزيادة فجلا رتبيل عن البلاد حتى أوغل فيها عبد الله ثم أخذ عليه الشعاب والمضايق حتى سأل منه الصلح وأن يخلى عينه عن المسلمين فشرط رتبيل عليه ثلثمائة ألف درهم والعهد بأن لا يغزو بلادهم فأعطاه ذلك وبلغ الخبر بذلك عبد الملك فعزله * (ولاية الحجاج العراق) * ثم ولى عبد الملك الحجاج بن يوسف على الكوفة والبصرة سنة خمسة وسبعين وأرسل إليه وهو بالمدينة يأمره بالمسير إلى العراق فسار على النجب في اثنى عشر راكبا حتى قدم الكوفة في شهر رمضان وقد كان بشر بعث المهلب إلى الخوارج فدخل المسجد وصعد المنبر وقال على بالناس فظنوه من بعض الخوارج فهموا به حتى تناول عمير بن ضابى البرجمي الحصباء وأراد أن يحصبه فلما تكلم جعل الحصباء يسقط من يديه وهو لا يشعر به ثم حضر الناس فكشف الحجاج عن وجهه وخطب خطبته المعروفة ذكرها الناس وأحسن من أوردها المبرد في الكامل يتهدد فيها أهل الكوفة ويتوعدهم عن التخلف عن المهلب ثم نزل وحضر الناس عنده للعطاء واللحاق بالمهلب فقام إليه عمير ابن ضابى وقال أنا شيخ كبير عليل وابني هذا أشد منى فقال هذا خير لنا منك قال ومن أنت قال عمير بن ضابى قال الذي غزا عثمان في داره قال نعم فقال يا عدو الله إلى عثمان بدلا قال إنه حبس أبى وكان شيخا كبيرا فقال انى لا أحب حياتك ان في قتلك صلاح المصرين وأمر به فقتل ونهب ماله وقيل إن عنبسة بن سعيد بن العاص هو الذي أغرى به الحجاج حين دخل عليه ثم أمر الحجاج مناديه فنادى ألا إن ابن ضابى تخلف بعد ثالثة من النداء فأمرنا بقتله وذمة الله بريئة ممن بات الليلة من جند المهلب فتسأل الناس إلى المهلب وهو بدار هرمز وجاءه العرفاء فأخذوا كتبه بموافاة العسكر ثم بعث الحجاج على البصرة الحكم بن أيوب الثقفي وأمره أن يشتد على خالد بن عبد الله وبلغه الخبر فقسم في أهل البصرة ألف ألف وخرج عنها ويقال ان الحجاج أول من عاقب على التخلف عن البعوث بالقتل قال الشعبي كان الرجل إذا أخل بوجهه الذي يكتب إليه زمن عمر وعثمان وعلى تنزع عمامته ويقام بين الناس فلما ولى مصعب أضاف إليه
(٤١)