فانتقض بينهما واقتتلا فانهزم الحرث وأسر من أصحابه كثير قتلهم عاصم وبعث بالفتح إلى هشام مع محمد بن مسلم العنبري فلقيه أسد بالري وجاء إلى خراسان فبعث عاصما وطلبه بمائة ألف درهم وأطلق عمارة بن حزيم وعمال الجنيد ولم يكن لعاصم بخراسان الا مرو ونيسابور وكانت مرو الروذ للحرث وواصل لخالد بن عبيد الله الهجري على مثل رأى الحرث فبعث أسد عبد الرحمن بن نعيم في أهل الكوفة والشأم إلى الحرث وسار هو بالناس إلى آمد فخرج إليه زياد القرشي مولى حيان النبطي في العسكر فهزمهم أسد وحاصرهم حتى سألوا الأمان واستعمل عليهم يحيى بن نعيم بن هبيرة الشيباني وسار إلى بلخ وقد بايعوا سليمان بن عبد الله بن حازم فسار حتى قدمها ثم سار منها إلى ترمذ والحرث محاصر لهما وأعجزه وصول المدد إليها فخرج إلى بلخ وخرج أهل ترمذ فهزموا الحرث وقتلوا أكثر أصحابه ثم سار أسد إلى سمرقند ومر بحصن زم وبه أصحاب الحرث فبعث إليهم وقال انما نكرتم منا سوء السيرة ولم يبلغ ذلك النساء واستحلال الفروج ولا مظاهرة المشركين على مثل سمرقند وأعطاه الأمان على تسليم سمرقند وهدده ان قاتل بأنه لا يؤمنه أبدا فخرج إلى الأمان وسار معه إلى سمرقند فأنزلهم على الأمان ثم رجع أسد إلى بلخ وسرح جديعا الكرماني إلى القلعة التي فيها ثقل الحرث وأصحابه في طخارستان فحاصرها وفتحها وقتل مقاتلهم ومنهم بنو بزرى من ثعلب أصحاب الحرث وباع سبيهم في سوق بلخ وانتقض على الحرث أربعمائة وخمسون من أصحابه بالقلعة ورئيسهم جرير ابن ميمون القاضي فقال لهم الحرث ان كنتم مفارقي ولابد فاطلبوا الأمان وان طلبتموه بعد رحيلي لا يعطونه لكم فأبوا الا ان ارتحل فبعثوا بالأمان فلم يجبهم إليه وسرح جديعة الكرماني في ستة آلاف فحصرهم حتى نزلوا على حكمه وحمل خمسين منهم إلى أسد فيهم ابن ميمون القاضي فقتلهم وكتب إلى الكرماني باهلاك الباقين واتخذ أسد مدينة بلخ دارا ونقل إليها الدواوين ثم غزا طخارستان وأرض حبونة فغنم وسبى * (مقتل خاقان) * ولما كانت سنة تسع عشرة غزا أسد بن عبد الله بلاد الختل فافتتح منها قلاعا وامتلأت أيدي العسكر من السبى والشاء وكتب ابن السائحي صاحب البلاد يستجيش خاقان على العرب ويضعفهم له فتجهز وخفف من الأزودة استعجالا للعرب فلما أحس به ابن السائحي بعث بالنذير إلى أسد فلم يصدقه فأعاد عليه انى الذي استمددت خاقان لأنك معرت البلاد ولا أريد أن يظفر بك خشية من معاداة العرب واستطالة خاقان على فصدقه حينئذ أسد وبعث الاثقال مع إبراهيم بن عاصم العقيلي الذي كان ولى
(٩٣)