أربعة أشهر وكان على الجزيرة وقنسرين علي بن سليمان فبعث يزيد بن البدر بن البطال في عسكر فغنموا وسبوا وظفروا ورجعوا * (وفاة المهدى وبيعة الهادي) * وفى سنة تسع وستين اعتزم المهدى على خلع ابنه موسى الهادي من العهد والبيعة للرشيد به وتقديمه على الهادي وكان بجرجان فبعث إليه بذلك فاستقدمه فضرب الرسول وامتنع فسار إليه المهدى فلما بلغ ماسيدان توفى هنالك يقال مسموما من بعض جواريه ويقال سمت إحداهما الأخرى في كمثرى فغلط وأكلها ويقال حاز صيدا فدخل وراءه إلى خربة فدق الباب ظهره وكان موته في المحرم وصلى عليه ابنه الرشيد وبويع ابنه موسى الهادي لما بلغه موت أبيه وهو مقيم بجرجان يحارب أهل طبرستان وكان الرشيد لما توفى المهدى والعسكر بما سيدان نادى في الناس بالعطاء تسكينا وقسم فيهم مائتين مائتين فلما استوفوها تنادوا بالرجوع إلى بغداد وتشايعوا إليها واستيقنوا موت المهدى فأتوا باب الربيع وأحرقوه وطالبوا بالارزاق ونقبوا السجون وقدم الرشيد بغداد في اثرهم فبعثت الخيزران إلى الربيع فامتنع يحيى خوفا من غيرة الهادي وأمرت الربيع بتسكين الجند فسكنوا وكتب الهادي إلى الربيع يتهدده فاستشار يحيى في أمره وكان يثق بوده فأشار عليه بأن يبعث ابنه الفضل يعتذر عنه وتصحبه الهدايا والتحف ففعل ورضى الهادي عنه وأخذت البيعة ببغداد للهادي وكتب الرشيد بذلك إلى الآفاق وبعث إلى الهادي بجرجان فركب اليزيد إلى بغداد فقدمها في عشرين يوما فاستوزر الربيع وهلك لمدة قليلة من وزارته واشتد الهادي في طلب الزنادقة وقتلهم وكان منهم علي بن يعطى ويعقوب بن الفضل من ولد ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب كان قد أقر بالزندقة عند المهدى إلا أنه كان مقسما أن لا يقتل هاشميا فحبسه وأوصى الهادي بقتله وبقتل ولد عمهم داود بن علي فقتلهما * (وأما عماله) فكان على المدينة عمر بن عبد العزيز بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر ابن الخطاب وعلى مكة والطائف عبد الله بن قشم وعلى اليمن إبراهيم بن مسلم بن قتيبة وعلى اليمامة والبحرين سويد القائد الخراساني وعلى عمان الحسن بن سليم الحوارى وعلى الكوفة موسى بن عيسى بن موسى وعلى البصرة ابن سليمان وعلى جرجان الحجاج مولى الهادي وعلى قومس زياد بن حسان وعلى طبرستان والرويان صالح بن عميرة مولى وعلى الموصل هاشم بن سعيد بن خالد وعزله الهادي لسوء سيرته وولى مكانه عبد الملك وصالح بن علي (وأما الصائفة) فغزا بها في هذه السنة وهي سنة تسع وستين معيوب ابن يحيى وقد كان الروم خرجوا مع بطريق لهم إلى الحرث فهرب الوالي ودخلها الروم
(٢١٤)