عن الرياسة بغيره فتباعد ما بينهما وأكثر على نصر أصحابه في أمر الكرماني فاعتزم على حبسه وأرسل صاحب حرسه ليأتي به وأراد الأزد أن يخلصوه فأبى وجاء إلى نصر يعدد عليه أياديه قبله من مراجعة يوسف بن عمر في قتله والغرامة عنه وتقديم ابنه للرياسة ثم قال فبدلت ذلك بالاجماع على الفتنة فأخذ يعتذر ويتنصل وأصحاب نصر يتحاملون عليه مثل مسلم بن أحور وعصمة بن عبد الله الأسدي ثم ضربه وحبسه آخر رمضان سنة ست وعشرين ثم نقب السجن واجتمع له ثلاثة آلاف وكانت الأزد قد بايعوا عبد الملك بن حرملة على الكتاب والسنة فلما جاء الكرماني قدمه عبد الملك ثم عسكر نصر على باب مرو الروذ واجتمع إليه الناس وبعث سالم بن أحور في الجموع إلى الكرماني وسفر الناس بينهما على أن يؤمنه نصر ولا يحبسه وأجاب نصر إلى ذلك وجاء الكرماني إليه وأمره بلزوم بيته ثم بلغه عن نصر شئ فعاد إلى حاله وكلموه فيه فأمنه وجاء إليه وأعطى أصحابه عشرة عشرة فلما عزل جمهور عن العراق وولى عبد الله بن عمر بن عبد العزيز خطب نصر قدام ابن جمهور وأثنى على عبد الله فغضب الكرماني لابن الجمهور وعاد لجمع المال واتخاذ السلاح وكان يحضر الجمعة في ألف وخمسمائة ويصلى خارج المقصورة ويدخل فيسلم ولا يحبس ثم أظهر الخلاف وبعث إليه نصر سالم بن أحور فأفحش في صرفه وسفر بينهما الناس في الصلح على أن يخرج الكرماني من خراسان وتجهز للخروج إلى جرجان * (أمان الحرث بن شريح وخروجه من دار الحرث) * لما وقعت الفتنة بخراسان بين نصر والكرماني خاف نصر أن يستظهر الكرماني عليه بالحرث بن شريح وكان مقيما ببلاد الترك منذ اثنتي عشرة سنة كما مر فأرسل مقاتل ابن حيان النبطي يراوده على الخروج من بلاد الترك بخلاف ما يقتضى له الأمان من يزيد بن الوليد وبعث خالد بن زياد البدى الترمذي وخالد بن عمرة مولى بنى عامر لاقتضاء الأمان له من يزيد فكتب له الأمان وأمر نصرا أن يرد عليه ما أخذ له وأمر عبد الله ابن عمر بن عبد العزيز عامل الكوفة أن يكتب لهما بذلك أيضا ولما وصل إلى نصر بعث إلى الحرث بذلك فلقيه الرسول راجعا مع مقاتل بن حيان وأصحابه ووصل سنة سبع وعشرين في جمادى الأخيرة وأنزله نصر بمرو ورد عليه ما أخذ له وأجرى عليه كل يوم خمسين درهما وأطلق أهله وولده وعرض عليه أن يوليه ويعطيه مائة ألف دينار فلم يقبل وقال لست من الدنيا واللذات في شئ وانما أسأل كتاب الله والعمل بالسنة وبذلك أساعدك على عدوك وانما خرجت من البلاد منذ ثلاث عشرة سنة انكارا للجور فكيف تزيدني عليه وبعث إلى الكرماني ان عمل نصر بالكتاب عضدته في أمر الله
(١١١)