الصغير فأجاره النصراني من كيد بغا وأغراه عليه فغضب لذلك باغر وشكى إلى بغا فأغلظ له القول وقال انى مستبدل من النصراني وافعل فيه بعد ذلك ما تريد ودس إلى النصراني بالحذر من باغر وأظهر عزله وبقي باغر يتهدده وقد انقطع المستعين وقد وفد بغا في يوم نوبته عن الحضور بدار السلطان فسأل المستعين وصيفا عن أعمال اتياخ وقلدها لباغر فعذل وصيفا في الشأن فحلف له انه ما علم قصد الخليفة وتنكر بغا لباغر فجمع أصحابه الذين بايعوه على المتوكل وجدد عليهم العهد في قتل المستعين وبغا ووصيف وأن ينصبوا ابن المعتصم أو ابن الواثق ويكون الامر لهم ونما الخبر على الترك إلى المستعين فأحضر بغا ووصيفا وأعلمهما بالخبر فحلفا له على العلم وأمروا بحبس باغر ورجلين معه من الأتراك فسخطوا ذلك وثاروا فانتهبوا الإصطبل وحضروا الجوثق وأمر بغا ووصيف وشاهك الخادم وكاتبه أحمد بن صالح بن شير زاده ونزل على محمد ابن طاهر في بيته في المحرم سنة احدى وخمسين ولحق به القواد والكتاب والعمال وبنو هاشم وتخلف جعفر الخياط وسليمان بن يحيى بن معاذ فندم الأتراك وركب جماعة من قوادهم إلى المستعين وأصحابه ليردوهم فأبوا ورجعوا آيسين منه وتفاوضوا في بيعة المعتز * (بيعة المعتز وحصار المستعين) * كان قواد الأتراك لما جاؤوا إلى المستعين ببغداد يعتذرون من فعلهم ويتطارحون في الرضا عنهم والرجوع إلى دار مكة وهو يوبخهم ويعدد عليهم احسانه وإساءتهم ولم يزالوا به حتى صرح لهم بالرضا فقال بعضهم فان كنت رضيت فقم واركب معنا إلى سامرا فكلمه ابن طاهر لسوء خطابهم وضحك المستعين لعجمتهم وجهلهم بآداب الخطاب وأمر باستمرار أرزاقهم ووعدهم بالرجوع فانصرفوا حاقدين ما كان من ابن طاهر وأخرجوا المعتز من محبسه وبايعوا له بالخلافة وأعطى للناس شهرين وحضر للبيعة أبو أحمد بن الرشيد فامتنع منها وقال قد خلعت نفسك فقال أكرهت فقال ما علمنا ذلك ولا مخلص لنا في ايماننا فتركه وولوا على الشرطة إبراهيم البربرح وأضيفت له الكتابة والدواوين وبيت المال وهرب عتاب بن عتاب من القواد إلى بغداد وقال محمد بن عبد الله بن طاهر بالاحتشاد واستقدم مالك بن طوق في أهل بيته وجنده وأمر حوبة بن قيس وهو على الأنبار وبالاحتشاد وكتب إلى سليمان بن عمران صاحب الموصل بمنع الميرة عن سامرا وشرع في تحصين بغداد وأدار عليها الأسوار والخنادق من الجانبين وجعل على كل باب قائدا ونصب على الأبواب المجانيق والعدادات وشحن الأسوار بالرماة والمقاتلة وبلغت النفقة في ذلك ثلثمائة وثلاثين
(٢٨٧)