فقبل منه وقال له أقم في الناس بعذرك ففعل اه (وفى سنة) ثلاث وأربعين توفى عمرو ابن العاص بمصر فاستعمل معاوية مكانه عبد الله ابنه (عزل ابن عامر) وكان ابن عامر حليما لينا للسفهاء فطرق البصرة الفساد من ذلك وقال له زياد جرد السيف فقال لا أصلح الناس بفساد نفسي ثم بعث وفدا من البصرة إلى معاوية فوافقوا عنده وفد الكوفة ومنهم ابن الكوا وهو عبد الله بن أبي أوفى اليشكري فلما سألهم معاوية عن الأمصار أجابه ابن الكوا بعجز ابن عامر وضعفه فقال معاوية تتكلم على أهل البصرة وهم حضور وبلغ ذلك ابن عامر فغضب وولى على خراسان من أعداء ابن الكوا عبد الله بن أبي شيخ اليشكري أو طفيل بن عوف فسخر منه ابن الكوا لذلك وقال وددت أنه ولى كل يشكري من أجل عداوتي ثم إن معاوية استقدم ابن عامر فقدم وأقام أياما فلما ودعه قال انى سائلك ثلاثا قال هن لك قال ترد على عملي ولا تغضب وتهب لي مالك بعرفة ودورك بمكة قال قد فعلت قال وصلتك رحم فقال ابن عامر وانى سائلك ثلاثا ترد على عملي بعرفة ولا تحاسب لي عاملا ولا تتبع لي أثرا وتنكحني ابنتك هندا قال قد فعلت ويقال ان معاوية خيره بين أن يرده على اتباع أثره وحسابه بما سار إليه أو يعزله ويسوغه ما أصاب فاختار الثالثة فعزله وولى مكانه الحرث بن عبد الله الأزدي (استخلاف زياد) كانت سمية أم زياد مولاة للحرث بن كندة الطبيب وولدت عنده أبا بكرة ثم زوجها بمولى له وولدت زياد أو كان أبو سفيان قد ذهب إلى الطائف في بعض حاجاته فأصابها بنوع من أنكحة الجاهلية وولدت زيادا هذا ونسبه إلى أبي سفيان وأقر لها به إلا أنه كان بخفية ولما شب زياد سمت به النجابة واستكتبه أبو موسى الأشعري وهو على البصرة واستكفاه عمر في أمر فحسن منار دينه وحضر عنده يعلمه بما صنع فأبلغ ما شاء في الكلام فقال عمرو بن العاص وكان حاضر الله هذا الغلام لو كان أبوه من قريش ساق العرب بعصاه قال أبو سفيان وعلى يسمع والله إني لأعرف أباه ومن وضعه في رحم أمه فقال له على اسكت فلو سمع عمر هذا منك كان إليك سريعا ثم استعمل على زيادا على فارس فضبطها وكتب إليه معاوية يتهدده ويعرض له بولادة أبى سفيان إياه فقام في الناس فقال عجبا لمعاوية يخوفني دين ابن عم الرسول في المهاجرين والأنصار وكتب إليه على انى وليتك وأنا أراك أهلا وقد كان من أبى سفيان فلتة من آمال الباطل وكذب النفس لا توجب ميراثا ولا نسبا ومعاوية يأتي الانسان من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله فاحذر ثم احذر والسلام اه ولما قتل على وصالح زياد معاوية وضع مصقلة بن هبيرة
(٧)